مدار الساعة - بقلم: الدكتور عبدالمهدي القطامين
تماما مثل رمح رديني بدا امس الامير العربي الجميل تميم بن حمد آل ثاني امير دولة قطر وهو يخطو نحو مستقبله الملك عبدالله الثاني هذا الشيخ الفتى القرشي المحمل باوجاع تاريخ الامة منذ اطلق جده رصاصته الاولى ثورة على الظلم وحتى اسلمه العالم على طبق من تعب ووهن للغريب في جزيرة باهتة .
الامير تميم هذا الفتى العربي القادم من الدوحة يحمل ايضا وجع موطنه الذي اراد اخوته القاءه في الجب ذات ليلة باردة فحملوا قميصه ودماً ينساب عليه ليقولوا لقد فعلها الذئب وانا لكم لناصحون فلم يصدق اهله حكاية باتت علامة فارقة في ملامح التاريخ.
ونهضت قطر ونهض أميرها الشاب مقسما بأن بلاده اجمل البلدان وان شعبه الذي التم من حوله يعرف ان لا ذنب اقترفته البلاد لكنها مكيدة دبرت بليل واقسم ان الكيد سيرتد الى النحر طال الزمن او قصر.
تميم هو تميمة للعشق العربي الممتد على اطراف الخليج وحين ييمم صوب عمان فهو يعرف انها الادفأ للقلب والاقرب منه وهي التي تشد على جرحها النازف وترفض ان تقول "اخ" مبتسمة تظل مشرعة حبها على الجميع تستمد شرعيتها من شعب ظل دمه ينزف على اسوار القدس حتى ولو اراد البعض ان يسلمها للغريب ستظل تقول لا وكلا وما في مفاصل اللغة من كلمات رافضة فكيف يسلم المرء نفسه لغاز مستبد.
ولَـيْـلٍ كَـمَـوْجِ الـبَـحْـرِ أَرْخَـى سُـدُوْلَــهُ
عَــلَـيَّ بِـأَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ لِــيَــبْــتَــلِـي
فَــقُــلْــتُ لَـهُ لَـمَّـا تَـمَــطَّــى بِـصُــلْــبِـهِ
وأَرْدَفَ أَعْــجَــازاً وَنَـــاءَ بِــكَــلْـــكَــلِ
ألاَ أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِــي
بِـصُـبْـحٍ، وَمَــا الإصْـبَـاحُ مـنِـكَ بِأَمْثَلِ
هو ليل الامة ندركه ولا يدركنا لكننا نرى فيه بصيص امل وحبة ذكرى وكمشة من ذكريات يوم ان كان الاجداد يقولون "ظهورها يا النشامى" كانت الارض ترتج وهي تصغي لوقع سنابك خيلنا غير اننا اصبحنا اليوم بلا خيل ولا ليل ولا سيف اذن
فلتكن ابتسامتنا هي ملقانا .... وليسعد النطق ان لم يسعد الحال .
شكرا يا تميم الخير فقد انورت بك عمان التي تحبك وتحبها وقد افردت لك في القلب مكانة تليق بك اميرا عربيا تسبقه ابتسامته الطيبة طيبة تلك البلاد التي اشرعت قاربها للحب وقالت لكل العرب هلموا فالبيت الضيق يسع الف محب.
