مدار الساعة - كتب: بلال حسن التل
الاهتمام المبكر من قبل الأردنيين بالزيارة المرتقبة لسمو الشيخ تميم أمير قطرلبلدهم ومليكهم، هي واحدة من المرات القليلة، التي يهتم بها الأردنيون مبكراً بزيارة رسميّة يقوم بها زعيم دولة لبلدهم، ولهذا الاهتمام أسباب كثيرة، أولها التوقيت الذي تتم به الزيارة، حيث تشهد المنطقة تطورات كثيرة وكبيرة، تؤثر في حاضر ومستقبل دولها وشعوبها، ما يستدعي التشاور بين قادتها، لاتخاذ المواقف الأنسب والأنفع لشعوبها، فكيف إذا كانت هذه القيادات منغمسة في هموم المنطقة وتطوراتها، بل شريك أساسي في هذه الهموم والتطورات، كما هي حال القيادتين في البلدين الشقيقين الأردن وقطر؟ عندها يصبح اللقاء اكثر من ضروة، للدفاع عن قضايا الأمة ومصالحها..
عند المصالح لا بدّ من وقفة طويلة للقول: إنه عدا عن الروابط المعنوية التي تربط بين البلدين، ممثلة في عراقة الأسرتين الحاكمتين فيهما، واللتين تمتد جذورهما العربية إلى أعماق التاريخ، والتي تؤهلهما ليكونا الاكثر حرصا على مصالح العرب، عدا عن ذلك فإن بين البلدين والشعبين الشقيقين مصالح حياتية يومية، فمثلما أن قطر تحتضن الآلاف من الأردنيين العاملين فيها، فإن الأردن يحتضن في جامعاته الآلاف من الشباب القطري الذين سيصنعون مستقبل قطر، ويشكلون جسراً من الحب الذي يمتن العلاقات الاردنية القطرية، ومثلهم الكثير من القوى القطرية العاملة التي تشارك في الدورات التدريبية والتأهيلية التي تعقد في الاردن، بمختلف المجالات المدني منها والأمني والعسكري والسياسي والاقتصادي، والتي تسهم جميعها في شد حبل العلاقات الأخوية بين الاردن وقطر.
وعند المجال الاقتصادي لابد من وقفة أخرى، للقول إنها علاقات متنامية خاصة خلال الفترة الماضية القريبة، حيث تكثفت الزيارات من الوفود الاقتصادية بين البلدين، ومنها زيارة وفد غرفة تجارة الأردن ووفد جمعية رجال الأعمال الأردنيين إلى الدوحة العاصمة.. وارتفاع حجم التبادل التجاري بين قطر وبين الاردن ليصل إلى ما يقارب الربع مليار دينار سنوياً، وهو رقم مرشح للزيادة في ظل التطور الإيجابي للعلاقات بين البلدين الشقيقين، علما بأن الإخوة القطريين هم من ضمن أكبر اول خمس جنسيات من حيث حجم الاستثمار في سوق عمان المالي، ناهيك عن الحزمة الاستثمارية التي خصصتها الدوحة للأردن، خاصة في قطاعي البنية التحتية والسياحة، وهذا كله غيض من فيض، مما يضيق به هذا المقال، الذي لا يضيق عن القول إن الزيارة المرتقبة للشيخ تميم أمير قطر لاخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، هي زيارة الفرص المتنامية لخدمة البلدين الشقيقين اللذين يربطهما الكثير من وحدة العادات والتقاليد الاجتماعية، بالاضافة إلى الدين والتاريخ واللغة وكلها حبال حب متين يوظف لخدمة الأمة الواحدة.