بقلم حسان عمر ملكاوي
وقد تساءل الكثير ماذا قدمتم وماذا فعلتم حتى تحضيان بهذة المحبة وهذة المشاعر ورغم بساطة الاجابة لكن تنفيذها صعب فليس من السهل ان تكون ملك او سلطان بطبع وصفات الاب الحاني والقائد المتواضع ليس سهلا ان تزور وتعرف كل شبر وتلتقي كل مواطن وتسمع وتفزع لكل صاحب حاجة وتتبادل الراي والحوار مع الجميع وليس سهلا ان تستبق الزمان بفكر منير ورؤية ثاقبة وتوجيه صائب وقد فاق عملكم الوصف وتجاوز الانجاز كل الامكانيات والتوقعات و سكنت محبتكم قلب كل فرد ومواطن لانكم حملتم هموم الوطن وشعبه ونذرتم نفسكم وعمركم وفكركم وعملكم لاجله وكنتم عباءة لمس دفئها الجميع بدون تفريق وسحابة خير عمت كل البقاع ونجم ونور انار الطريق لكل ذلك واكثر فمهما مرت الايام لن تغيبوا لحظة عن البال
و حيث انني عشئت رحيل الحسين في عمان ورحيل قابوس في عمان فقد لمست تتطابق وتشابه في مشاعر الحزن والاسى التي لو حاولنا حبسها فدموع العين والم القلوب تظهرها فالعين اصدق تعبيرا من اللسان ولقد شاهدت كم يتغنى العماني بالحسين وتاريخه وكم يتغنى الاردني بقابوس وامجاده دليلا على محبة خالصة ومودة اخوية وتلاحم شعبين ونقاء وصدق الراحلين .
وبعد الرحيل للفقيدين شاهدنا كما اعتدنا المواقف المشرفة للاسر الحاكمة وهي مواقف ليست غريبة على اهلها فالخير من اهله يطلب والفضل لاهله ينسب
واشاد العالم بانتقال سلس للحكم وكيفية ادارة الازمات في التعامل مع الحدث الجلل والمصاب الاكبر وهذا التعامل دليلا على عمق الكيان وقوة البنيان لدول مؤسسات يسودها القانون تحترم وتقدر رموزها وقيادتها ويسمو ويعلو فيها دستورها ونظامها الاساسي
سيدي قابوس وسيدي الحسين رحمكم المولى لقد عشئتم من العمر ما قدره الخالق
والموت حقيقة ثابته
ولو الاعمار تهدى لاهديناكم اعمارنا ولو الروح تفدى لفدينا ارواحكم الطاهرة
وستبقى اسماءكم وافعالكم وانجازتكم خالدة طول الزمن ولا تتسعها المجلدات والكتب ولا تعبر عنها الحروف والاقلام والورق
وعزاءنا ان حبكم في قلوبنا التي لن ولم ينتهي حدادها عليكم ما دامت قلوبنا تنبض والدم في عروقنا يسري وستبقى نهضتكم وبناءكم حاضر وشاهد حي لا يموت ولا ينسى
ونشهد انكم سلمتم الامانه لخير خلف لخير سلف جلالة السلطان هيثم بن طارق المفدى واخاه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى والذي ذكر في كتابه وفي كلامه عن حكمة الراحل السلطان قابوس وانه استفاد كثيرا من حكمته بعد رحيل والده الملك الحسين لان قابوس السلطان الراحل كان لجلالة الملك عبدالله الثاني بمثابة الاب والاخ والصديق الوفي
رحم الله الملك الحسين والسلطان قابوس واسكنهما فسيح الجنات
ونقول لهم عمان وعمان بخير وستبقيان بعون المولى قلاع شامخة وشاهقة تكمل وتستمر بمسيرة البناء والنهضة والتعاون المشترك ووحدة المشاعر والهدف وخدمة الامة وقضاياها وذلك باخلاص وولاء ابناءها وبفكر وحكمة قيادتها والله نسال ان يحفظ الاردن وسلطنه عمان والامه العربية والاسلامية شعوبا واراضي وقيادات