إن وقوف الشعب الاردني إلى جانب شقيقه الشعب الفلسطيني، كان ولا يزال، موقفا يشهد له القاصي والداني، ولا يمكن المزاودة عليه تحت أي ظرف من الظروف، حيث سارع الأردنيون إلى الاحتشاد بمجرد إعلان ترمب عن خطته البائسة، والتي تلغي كل حق للفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الموحدة.
إن تاريخ تأييد الشعب الاردني للقضية الفلسطينية ثابتاً، ولم تغيره الظروف، فقد صدحت أصوات المحتجين عاليا ناقمة ورافضة، لخطة ترمب والتي لم تكن بالاصل سوى نقاط اعدها كوشنر وفريدمان سفير الولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل، لاسترضاء اللوبي اليهودي ايباك في الولايات المتحدة الأمريكية، ولترضي طموح كوشنر الذي يتطلع لأن يكون الرئيس المستقبلي لأمريكا، ولتكون هدية ثمينة يقدمها لإسرائيل وللناخبين منهم في الولايات المتحدة.
فخروج تلك الأعداد الغفيرة من الشعب الاردني، والذي لم يتنازل يوماً واحداً عن مساندة الشعب الفلسطيني والانحياز لحقوقه في كافة المحافل والمؤتمرات الدولية، وليكون سدا منيعا يستند إليه الشعب الفلسطيني في نضاله الدائم والمستمر لنيل حقوقه العادلة، لقد قالها مليء الفاه لا لصفقة القرن ولا للقدس عاصمة لإسرائيل.
إن الوضع الذي تمر به البلاد العربية والإسلامية، ليعتبر من أصعب الأوضاع التي تمر بها شعوب تلك البلاد، ليقف الشعب الاردني متقدماً تلك الشعوب ومناديا بإسقاط صفقة القرن والتصدي لها بكافة الوسائل والطرق المشروعة، ومن جميع أطياف المجتمع الأردني ومختلف احزابه السياسية، دعما وتاييدا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
فحيا الله الشعب الأردني ومواقفه الشجاعة والاصيلة، المعبرة عن نقاء معدنه وأصالة منبته، من عروبة صادقة وعقيدة راسخة وقوية.