أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

نضال الأردني

مدار الساعة,مقالات,الشخصية الأردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: بلال حسن التل

أنا رجل لا أحُسن الكلام للتعبير عن عواطفي اتجاه من أحب خاصة من أقاربي الأقربين، لذلك غالباً ما ألوذ بالصمت، أو أفر إلى دموعي التي كثيراً ما غلبتني، وأنا أحاول حبسها حتى لا تفضح عواطفي وانفعالاتي، كما فعلت قبل أيام عندما تلقيت على حين غرة نبأ وفاة ابن خالي المرحوم بإذن الله نضال محمود خليف التل، الذي اختطفه الموت من بيننا مبكراً،لكنه قدر الله الذي لارد له، ولابد من القبول به والتسليم له، مهما كان قاسياً كمصابي بنضال الذي اجتمعت فيه بالنسبة لي العمومة والخؤولة في الآن نفسه, لذلك فالمصاب به مضاعف، فمابالك إذا كان لمن تصاب به دلالة في حياتك، كدلالة نضال الذي رحل إلى رحمات الله يوم السبت الماضي.

كان نضال أردنياً أصيلاً يناضل في سبيل ما يناضل من أجله معظم الأردنيين، لكنه كان صاحب حضور في محيطه بسبب ما كان يناضل من أجله وفي سبيله، وكان صاحب قضية ملئت عليه جوانب حياته، فقد كان رحمه الله مسكوناً بالمجد، ساعياً إلى صناعته، ليس من خلال نظرة التقديس التي كان ينظر بها إلى "مضافة" عشيرته، أعني بها ديوان التل فحسب، وتحريضه لأبناء عمومته ليس على مجرد إدامة التواجد في "المضافة" والذي كان يرى فيه وسيلة من وسائل تعميق الروابط, وتمتين عرى التماسك العائلي, على طريق تمتين تماسك المجتمع كله. بل وفوق ذلك بالتحريض أيضاً على العمل لرفع مداميك مجدها،" المضافة" فوق تلك المداميك التي أسس لها جده لأبيه علي الحسن التل التي كانت سيرته أغنية دائمة على شفتي نضال رحمه الله، بالإضافة إلى مداميك عبد القادر التل وعبدالله التل وإدريس التل، وحسن التل، وشاعر الأردن بلا منازع مصطفى وهبي التل، وأيقونة التاريخ الأردني المعاصر الشهيد وصفي التل الذي كان نضال يستنفر للحج إلى قبره في ذكرى استشهاده لحث الناس على التمسك بنهج وصفي،في سبيل الحفاظ على مجد الأردن الذي كان قضية نضال من خلال حرصه على مجد عائلته.

ومثلما كان نضال مسكوناً بالمجد، فقد كان مسكوناً بالتراث الأردني يجمع مكوناته ويحرص عليه، وهو بهذه يجسد الشخصية الأردنية الأصيلة التي لا تفرق بين مجدها العائلي ومجد وطنها، فالأردني الأصيل هو الذي يذوب في الأردن تاريخاً وتراثاً، وتكون حماية الأردن ورفعته هي قضيته مع اختلاف الأدوات، وقد كان الراحل بما ورثه عن أبيه وعن عشيرته نموذجاً للأردني الأصيل في نضاله وانتمائه التلقائي،وفي التعبير عن هذا الانتماء من خلال تمسكه بمكوناته من تراث وذكريات تدل على المجد، إلى أن تحول هو نفسه إلى ذكرى جميلة في باقة "أخوال" أحبهم لأنهم يذكرونني دائماً بالانتماء للوطن.

Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة ـ