انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

الانسحاب ونصفه من شرق السويس

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/07 الساعة 02:07
سحاب,مدار الساعة,الامارات,ولي العهد,قطر,العراق,مصر,الاردن,

طارق مصاروة

في مثل هذه الايام من عام 1971 اكملت بريطانيا انسحابها من «شرق قناة السويس», واعلنت دولة الامارات الاتحادية تكاملها.. وكعادة بريطانيا كلما انسحبت من اي منطقة تترك وراءها مشكلة, فقد سمحت لشاه ايران احتلاله لجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى غير المأهولتين, وجزيرة ابو موسى نصف المأهولة. وكان الامير القاسمي صاحب السيادة أمر جنوده في مركز شرطة ابو موسى مقاومة المحتلين بآخر رصاصة وآخر رجل.. وليسجل الرفض القومي للاحتلال حتى ولو بجزر غير, ونصف مأهولة.

وقتها انتدبتني الحكومة للعمل معاراً في مكتب ولي العهد رئيس الوزراء القطري, وكانت قطر والبحرين قد قررتا عدم الانضمام للاتحاد واعلنتا استقلالهما. ومع ان الشاه كانت له مطامعه في الخليج, وقبل, على مضض, نتائج الاستفتاء في البحرين.. لكنه بقي يحب ان يلعب دور شرطي الخليج, وكان يخاف من العراق وللقصة بقية شهدتها عام 1974 لدى زيارة رسمية لايران, قام بها وزير الخارجية القطري سحيم بن حمد, حين بقي الشاه طيلة المقابلة يشكو من «اطماع العراق» و»تسلّح العراق» وقتها لم تنشغل الولايات المتحدة لتعبئة الفراغ الناتج عن انسحاب بريطانيا من المنطقة. وبقي وجودها مقتصراً على «سفينة العلم» .. وهي عادة سفينة قديمة محدودة التسليح تقوم بزيارات قصيرة للموانئ العربية والايرانية.

الان، وبعد مضي هذه العقود من التغريبة البريطانية تذكرنا رئيسة الوزراء ماي في تصريحها للشرق الاوسط بالعلاقات القديمة مع دول الخليج العربية، وذلك بمناسبة دعوتها لتكون ضيفة قمة التعاون الخليجي الثامنة والثلاثين، كأن لم يكن مرت كل هذه المياه تحت الجسور، ولم يسمر بمكة سامر!!. فيما امتلأت مياه الخليج بالاساطيل الاميركية والايرانية وزال «خطر العراق» وصار الشاه خامينئي والجزر «اسلامية» وامتد النفوذ الايراني ليصل الى صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت.

الاخبار كما قلنا الاسبوع الماضي، ان هناك مفاجأة ربما باعلان الوحدة السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي – ليس كلها وقطعا ليس سلطنة عُمان – وذلك ردا على الفراغ الذي تخلفه الولايات المتحدة بانسحابها عمليا من شرق السويس وبشكل متواز مع انسحاب بريطانيا عام 1971، رغم اكوام حديد حاملات الطائرات وقياداتها في المحرق البحرينية، وفي قواعد الطيران في سيلية قطر، فهذا انسحاب للارادة السياسية وليس للاساطيل والطائرات. وهو ايضا عدم يقين بسياسات ادارة جديدة.. تقول في سيرك الانتخابات الرئاسية ما لا تقوله في البيت الابيض.

قلنا ونقول: وحدة الخليج العربي ضرورة وليست خيارا. واذا كان على مجلس التعاون الخليجي ان يشكل عمقا استراتيجيا لهذه الوحدة فهناك مصر والاردن والمغرب، فعرب الخليج مشهورون بأخذ وقتهم للتفكير، وتقليب الامور على وجوهها.. وهو الترف الذي لا تؤيده تسارع الاحداث، وقسوة الكوارث، والفوضى التي تداهم المنطقة وتكاد تفتتها.

الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/07 الساعة 02:07