بقلم: الدكتور مشهور حمادنه *
تطالعنا في الثلاثين من كانون الثاني من كل عام ذكرى ميلاد جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني ابن الحسين الذي يواصل مسيرة البناء على ما ورثه من الآباء والأجداد وبرؤية عصرية حديثة تواكب المستجدات التي أفرزتها ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وفي هذا العيد الذي بلغ فيه جلالته العام الثامن والخمسين من عمره المديد ينظر الأردنيون إلى قائدهم بعيون يملأها الفخر والاعتزاز بما استطاع جلالته أن يحققه وينجزه خلال عقدين من حكمه الذي تسلم مقاليده عقب انتقال الحسين بن طلال إلى الرفيق الأعلى في شباط من العام تسعة وتسعين ميلادية.
منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية انطلق جلالة الملك عبد الله الثاني بهمة الشباب وحكمة الشيوخ وبهذه المناسبة نستذكر حجم العمل الدؤوب والموصول الذي يقوم به مليكنا المفدى في مسيرة الإصلاح والتنمية وفي جولاته التفقدية والإنسانية على بوادي ومخيمات و قرى و محافظات المملكة وفي لقاءاته المفتوحة وحواراته الصريحة التي يجريها مع كافة شرائح أبناء شعبه بتواضعه الفريد بعيداً عن بروتوكولات غيره من الملوك والقادة والاستماع الى مطالبهم وتلبيتها والزام الجهات ذات العلاقة لوضع الخطط العملية لها وبأجندة زمنية لتنفيذ هذه المشروعات.
ونستذكر في عيد ميلاد جلالة الملك، إنجازاته ونحن نجد الأردن في عهده الأغر يزداد قوة ويغدو أكثر منعة وأشد صلابة في مسيرته وما شهدته كل مؤسسات الوطن وقطاعاته من تطوير كبير. ففي عهد جلالته عشنا المزيد من مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية، والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نوعية حياة أفضل لجميع الأردنيين وشهدنا في عهده الميمون سعي جلالته إلى إرساء قواعد الإصلاح الإداري الوطني، وترسيخ الشفافية والمساءلة في العمل العام وتقدم الحريات المدنية.
وفي العيد الثامن والخمسين لميلاد جلالته نتوقف على مدى حرصه السامي على سن التشريعات الضرورية التي أمّنت للمرأة الأردنية دوراً كاملاً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة، فأصبحت تشارك بفعالية في صنع القرار وتولت مناصب متقدمة في الدولة، فهي العين والنائب والوزيرة، والقاضي، والسفيرة، وفي القطاع الخاص نجد المرأة في أكثر المواقع حساسية وأهمية، وتمكنت بفضل خبراتها ومؤهلاتها من تحقيق المنجزات التي فاقت التوقعات.
ولا يمكن الحديث عن مسيرة جلالته دون التوقف العاجل في هذه المناسبة على حجم الجهد الدولي السياسي والدبلوماسي المكثف الذي نهض به جلالته الذي ارتضىلنفسه أن يكون في طليعة القادة العرب المنافحين عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية المصيرية وفي مقدمتها بلا منازع قضية فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وكذلك دور جلالته في الدفاع عما يحاول الإرهابيون إلصاقه بالإسلام من أعمال إرهابية ديننا منها براء، وحري بنا أن نستذكر هاهنا مبادرات جلالته كرسالة عمان ومبادرة كلمة سواء وأسبوع الوئام بين الأديان التي كان لها دور عظيم في ترسيخ قواعد الحوار والتسامح والعيش المشترك بين أتباع الأديان في شتى بقاع العالم.
عيد ميلاد جلالة الملك مناسبة مليئة بالمحطات التي يحدونا معها الفخر أنا في بلد هاشمي آمن مستقر، وجلالة الملك هو عنوان عطائنا ورمز قوتنا وأمل مستقبل أبنائنا، فكل عام والوطن وجلالة الملك بألف خير.
* مدير دائرة الرئاسة/ جامعة اليرموك