انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الصدق والوطنية في أداء المسؤولية

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/12 الساعة 10:17
حجم الخط

الدكتور خلف ياسين الزيود
الصدق نجاة ومنجاة، وهو أول دروب الخير, وقد قال سبحانه وتعالى في الصدق والمسؤولية:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾، وبالمقابل نجد قوله تعالى ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).

والمسؤولية عرفاً هي أهلية الاداء بأن نرى أن من تصرف كما ينبغي أن يتصرف فقد تصرف بمسؤولية، والعكس هو التصرف غير المسؤول.

أن الفرد مكلف بمسؤوليات يجب عليه القيام بها بصفته الشخصية، ومسؤوليات يجب عليه أداؤها لابناء المجتمع ان كان مكلف بالمسؤولية.

ان في حاضرنا اليوم دوراً للاعلام كبير في توجيه الرأي العام، وفي ترسيخ القناعات وفهم الواقع والظروف والاستحقاقات السياسية وغيرها التي يمر بها الوطن، وعلى أهل الإعلام أن يعوا الاخطار بكل اتجاهاتها الداخلية والخارجية، وأن يعرفوا أن على عاتقهم مسؤولية عظيمة، إن لم يقوموا بها حق القيام بصدق ومصداقية فإن كثيرًا من المبادئ والمواقف للناس ستتغير نحو الاتجاه الخاطىء.

لأنه عند مراقبة سلوك الأفراد والجماعات، نجد أنهم جميعاً يتخذون قراراتهم في ضوء أحد اعتبارين، إما من باب المصلحة أو من باب المبادئ والقيم، واحياناً بالتوافق بينهما معاً.

بالاضافة لذلك فان القيم العظيمة للاسلام التي دعا إليها البشرية هي تحمل المسؤولية، فتزكية النفس والمحافظة عليها مسؤولية، والقيام بالحقوق الأسرية مسؤولية وإتقان الأعمال والقيام بالواجبات الوظيفية مسؤولية، وتقلد المناصب والمراكز الهامة مسؤولية، وهكذا المسؤولية في حياتنا تظهر في جميع سلوكياتنا وتصرفاتنا، رجالاً ونساءً، حكاماً ومحكومين.

اذاً لمى نرى اليوم ظاهرة عدم تحمل المسؤلية كما يجب وعدم الجرأة باتخاذ القرار وتحمل مسؤلية القرار؟.

هل هي نتيجة ضعف الوازع الديني أم ضعف الهمة وهزيمتها أم الاتكالية, وانني أرى أن كل واحد منا مسؤول بشكل مباشر عن كثير مما نحن فيه وعليه, لأننا نتكل على بعضنا في تغيير هذا الواقع، فعامة الناس يلقون بالمسؤولية على النخب والقياديين، وهولاء يلقون باللائمة على الحكام، والحقيقة أن الكل له مسؤوليته التي لم يقم بها حق القيام.

ولكن أرى اليوم أن الاحباط وعدم التفاؤل هو الذي يمنع من الإقدام ويؤخر عن التقدم والانجاز, الى جانب ذلك فان كثير من الناس لا يعرف المسؤوليات الموكلة له أصلا حتى يقوم بها وخصوصاً عند تعاظم المسؤوليات وزيادة حجمها، وهذه الظاهرة سادت وزادت بالاونة الاخيرة لعدم وجود المحاسبة الجادة في كثير من المرافق والمؤسسات الى جانب عدم تقدير من يقوم بمسؤولياته بتميز وحسب الاهداف المرجوة, والاهم من ذلك الخطأ بالاختيار وما يسمى بالرجل المناسب بالمكان المناسب وفي الوقت المناسب.

وهنا يمكن القول ان حماية ورفعة وصيانة الاوطان دوماً تبدأ من الصدق بتحمل المسؤولية تجاة النفس والناس, ومنذ ان غاب استشعار المسئولية عن حياة الناس, ضاعت القيم والثوابت والاخلاق، وضاعت الحضارة وصار حب الدنيا هو المطلب.

ولكن علينا المسؤولية العظمى ببث وبناء الامل بالنفوس وان ننشد الاصلاح ونكون جزءاً صالحاً أينما وفيما كنا وان نساهم في العيش والتعايش بعيداً عن الانانية وحب الذات والتخلي عن قاعدة أن المسؤول لا يخطىء.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/12 الساعة 10:17