انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

《العرب تستعيد أمجاد الامبراطورية الجاهلية》

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/07 الساعة 02:35
حجم الخط

بقلم: إبراهيم هادي الشبول
... سَمعتُ أن تركيا تعمل على استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، وإيران تعمل على استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، والعرب كذلك تعمل على استعادة أمجاد الإمبراطورية العربية الجاهلية (النسخة الاصلية)، بمختلف تفاصيلها، وتجسيدها في الواقع؛ مُستلهمين منها التقاليد والموروثات الشعبية والسياسية وحتى الدينية.
.. في خضم حُمى استعادة أمجاد الامبراطوريات الغابرة، كان للعرب وبلا فخر ! السبق في استعادة الأمجاد، وعادت الأمور الجاهلية جزءًا من واقعهم وتكوينهم وحياتهم اليومية، وعاد التناحر والتباغض والانقسام والتشرذم والاستقواء بالأجنبي، كما كان في الجاهلية الأولى، إلا أنه وللأسف حدث خطأ بسيط أثناء عملية الاستعادة (العودة للنسخة الاصلية)، حيث لم يتم استعادة العادات والصفات الحميدة التي كانت سائدة في الجاهلية ! يبدو أنها كانت مُخزنة على أجزاء تالفة من قرص التخزين (Bad sectors)، ولحُسن الحظ فإنها لن تؤثر على نجاح مشروع الاستعادة، وذلك لانتفاء الحاجة اليها، وعدم أهميتها في عصر الانفتاح والعولمة !
.. هنيئًا فقد عاد العرب للعيش بالجاهلية، ولكن لسوء الحظ بصبغة مُختلفة بعض الشيء (مُعاصرة)، وذلك لِما يملكوه من وسائل التكنولوجيا الحديثة، فرغم ما بين الجاهليتين من تباعد في كثير من الأمور ومنه الزمان، إلا أن هناك تشابه كبير بينهما، ومع أن الحقبة الجاهلية المعاصرة شهدت تطورات كبيرة وهامة وبخطوات متسارعة وشاملة في مختلف مجالات وجوانب الحياة، انعكست على العرب ووضعهم بسبب النفط النائم تحتهم، إلا أن معيشتهم يحكُمُها الفَساد، ويُسيطرُ عليها أهلُ الأهواء، الذين تَغشَى معيشتهم مَوجة من التَّرَف والفسق والفجور والدَّمار والخراب، حتى انتشر الفساد انتشار النار في الهَشيم !
.. كانت حياة العرب قبل الإسلام حياةَ تخبّط يسودها الضّلال والشّرك، ومنطق القوة والقبليّة هو ما يحكم سلوك الأفراد وعلاقاتهم، وكانت القبائل تتناحر وتتقاتل فيما بينها ويغزو بعضها بعضًا لأهونِ الأسباب، وكانت الحرب بدون ضوابط أخلاقيّة، والأمور في حالة فوضوية، وكانت مختلف جوانب الحياة الفكرية والاجتماعية والإنسانية والعلمية سوداء قاتمة، ويسود المجتمع صفات وعادات سيّئة مثل: عبادة الاصنام، العصبيّة، الجواري والقيان، شرب الخمر، ولعب القمار.
.. الآن وبعد مرور عِدَّة قرون على اختفاء الجاهلية، يبدو إنها عادت الينا أو عُدنا اليها، بما فيها من طيش وحُمق وتهور، وغدا التخلف والجهل والغباء والتبعية والغوغائية ما يُميزنا، واصبحنا نتقاتل ويغزو بعضنا بعضًا بهمجية وبدون ضوابط أخلاقية، وغدت مختلف جوانب حياتنا الفكريّة والاجتماعية والإنسانيّة والعلميّة سوداء قاتمة، وعاد مجتمعنا يتمتع بصفات وعادات سيئة كالتعصُّب، التعاون على الظلم، وجود الجواري والقيان، شرب الخمر، لعب القمار، وعبادة الشيطان والهياكل والمال والإنسان والاصنام، حتى أن ما نحن فيه الآن أشَدَّ قسوة وأكثر ضراوة، واسوأ مِما كان في الجاهلية الأولى، وأكثرُ شرَّا وخرابًا ودمارًا منها، فجاهليتنا تشوبها الفوضى رغم الأنظمة والقوانين، وغارقة في الظلام رغم توفر الإنارة، ونرى فيها ما لم يكن موجودًا بالسابق، حتى مالت الأوضاع للتردي والتدهور والتشرذم، وزاد الغزو الخارجي، واضطرب الأمن، وانعدم الاستقرار، وزاد القتل والتشريد والخراب، وانتشر الفقر والبؤس والخوف والقلق والفساد والذِلّ والهَوان، واضطربت الأوضاع الثقافية والسياسية والفكرية، مع فارق عن الجاهلية الأولى انه ليس هناك نبي مُنتظر ! اللهم إلا إذا حررنا عقولنا وعدنا لعبادة الله والتمسك بالإسلام كمعاملات قبل العبادات.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/07 الساعة 02:35