مدار الساعة - هل يجوز للمسلم الذي يعمل في فندق أن يقدم الخمر للسائحين؟ وهل يجوز للمسلم أن يشترك أو يعاون في برامج الميسر واليانصيب أو في تصميمها؟
الميسر والقمار محرمان في الإسلام، وكل من عاون عليهما فهو آثم، فتصميم البرامج التي من شأنها أن تساعد على هذه المحرمات حرام.
يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :
إن للإسلام فلسفة معلومة في محاربة المنكر والفساد، وهي تقوم على حصاره وإغلاق الأبواب دونه بكل سبيل. ولهذا لم يكتف الإسلام بتحريم الشر والمنكر، بل حرم كل ما يؤدي إليه، أو يساعد عليه. ولهذا اعتبرت من القواعد والمبادئ الأساسية في شأن الحلال والحرام : القاعدة التي تقول : (ما أدى إلى حرام فهو حرام).
ودليل هذه القاعدة أن الله تعالى يقول في القرآن : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) سورة النساء: 140
وقد أتي إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز بجماعة شربوا الخمر، ليقام عليهم حد السكر، وقيل له : يا أمير المؤمنين، إن فيهم رجلا لم يشرب معهم، وإنما كان جليسا لهم، بل هو صائم، فقال عمر : به فابدأوا، وتلا الآية السابقة : (إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ)
وبناء على ما تقدم لايجوز للمسلم الذي يعمل في فندق أن يقدم الخمر للسائحين حتى لا يدخل ضمن الملعونين الذين ذكرهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
والله أعلم.