انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ (سيدنا يوسف وزليخا، ج9 من 10)ِ

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

استكمالاً لما جاء في الجزء الثامن من مقالتي السابقة والتي ناقشت الآية رقم 32 من سورة يوسف، نتابع في هذه المقالة أحداث الآية (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ (يوسف: 35)). ومن كثرة ما واجه يوسف من مراودات له من قبل زليخا والنسوة، ضاق ذرعاً بذلك وطلب من ربِّهِ أن يصرف عنه كيدهن حتى لا يصبوا إليهن ويكون من الجاهلين. وبعد أن أصبح أمر مطاردة زليخا والنسوة ليوسف لا يخفى على أحد في القصر وغيرهم ممن كانوا يعملون في القصر من نساء وخدم وحشم، وربما أصبح الأمر لا يخفى على أحدٍ في مصر. كان لا بد على العزيز والمسؤولين معه في القصر من تداول الأمر فيما بينهم أكثر من مره لأنه مَسَّ سمعتهم وشرفهم هم ونساءهم وفكروا في أكثر من حل لإيقاف ولإسكات السنة كل من تداول ويتداول هذا الأمر وهذه الفضيحة بين الناس في مصر. وقد ناصب كل من زليخا والعزيز والمسؤولين العداء ليوسف لما لحق بهم من تشويه سمعة عند أهل مصر أجمعين، وكان سبب ذلك ليس يوسف وإنما نساءهم الفاجرات ومن أنفسهم لسيطرة نسائهم عليهم. وهنا لعبت زليخا والنسوة وأزواجهن دور شياطين الإنس كما قال الله (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112)).

فكان لا مفر للعزيز والمسؤولين من اتخاذ الحكم الذي حكمته زليخا على يوسف منذ البداية وهو بالسجن لإرضاء زليخا أولاً، وثانياً، ليمنعوا نسائهم من الوصول إليه، وثالثاً، لإقناع كل من تداول هذا الأمر والفضيحة بين الناس بأن يوسف هو المخطئ ورابعاً، ليقطعوا دابر كلام الناس الذي ألحق ويلحق بهم الضرر والسمعة السيئة. واستجاب الله لدعاء يوسف لربِّه عندما قال: السجن أحب إلي مما يدعونني إليه فتم وضع يوسف في السجن وهو بريء ظلماً وبهتاناً رغم توفر كل الأدلة التي تبرئه من التهمة التي إتهمته إياها زليخا.

وكما يقول المثل العامي: يا ما في السجون مظاليم. ولكن هل زليخا والنسوة سيتركون يوسف بحاله حتى ولو وضع في بالسجن، لا نعتقد ذلك لأن أمر وضعه في السجن هو للمحافظه عليه ولمراودته عن نفسه مرة و مرَّات أخرى لعله يخضع ويستجيب لزليخا والنسوة. إلا أن الله كما قلنا سابقاً إختاره نبياً وسوف يعصمه منهن أجمعين.

مدار الساعة ـ