أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

كوميديا سوداء .... حكاية البحث عن سرير

مدار الساعة,مقالات,وزير الصحة,رئيس الوزراء,وزارة الصحة,مجلس النواب,الجامعة الأردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتب المهندس عادل بصبوص:
ثلاثة مشاهد توالت على مدى خمسة أيام تعبر بحق عن الأزمة العميقة لا بل حالة البؤس التي نعيشها هذه الأيام.
في المشهد الأول يؤكد رئيس الوزراء أثناء إطلاق الحزمة الرابعة لتنشيط وتحفيز الاقتصاد وتحسين الخدمات العامة أن نسبة إنفاق الأردن على الصحة أعلى مما تنفقه متوسط الدول العالمية ويشابه ما تنفقه الدول الأوروبية من ناتجها الإجمالي على هذا القطاع.
في المشهد الثاني أحد أعضاء مجلس النواب يخاطب وزير الصحة من خلالWhatsApp طالباً منه بإلحاح التدخل لنقل مريض من مخيم البقعة إلى مستشفى الأمير حمزه لإجراء عملية قسطرة مستعجلة حيث يرفض المستشفى استقبال المريض بحجة عدم وجود أسرة، وفي اليوم الثالث للمخاطبات التي لم تسفر عن نتيجة يختم النائب مخاطباً الوزير "صباح الخير معاليك انتقل المريض إلى رحمة الله تعالى بسبب عدم وجود سرير".
وزارة الصحة تصدر في المشهد الثالث بياناً يؤكد بأن معالي الوزير قد أصدر تعليماته الفورية بالقيام بالإجراءات اللازمة حيث تمت مخاطبة كل من الخدمات الطبية ومستشفى الجامعة الأردنية لإستقبال المريض إلا أن الرد كان بعدم توفر أسرة، ويختم البيان بالقول "حاولنا تقديم كل الإمكانيات المتوفرة لإنقاذ حياة المريض إلا أن أمر الله سبق".
حكومة تتفاخر بأنها تنفق على القطاع الصحي ما يماثل ما تنفقه الدول الأوروبية المتقدمة على هذا القطاع، تخفق في توفير سرير في مستشفى لمريض يصارع الموت، وينتهي الموضوع ببيان يدعو للفقيد بالرحمة ويبرئ ذمة وزارة الصحة فلا خلل ولا تقصير من أي كان فالقضية قضاء وقدر ولا راد لقضاء الله......!!!!!!!، أما حكاية "الإمكانيات المتوفرة" فهذه بضاعة لم يعد يشتريها أحد، فالدولة التي أوفدت وتوفد عشرات ومئات المرضى للعلاج في عيادات ومشافي عالمية لا تعجز إن أرادت عن توفير سرير لمريض في أمس الحاجة إليه، هو فقير ومعدم وكفى .... ولو كان غير ذلك لسُيِرَت من أجله غرف عمليات متنقلة إلى حيث يقيم.
هو قضى إلى بارئه قبل الحصول على سرير في مشفى، ولعل ذلك يكون شفيعاً له لجزاء أوفى في دار البقاء، وبقينا نحن نغوص ونغرق في مشاكلنا لا نجد إلى معالجتها سبيلاًً. يحسن دولة الرئيس وأصحاب المعالي الوزراء صنعاً لو يخففوا قليلاً من الكلام والتنظير وينصرفوا إلى العمل الجاد والدؤوب لما فيه خير البلاد والعباد ، " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" صدق الله العظيم.

مدار الساعة ـ