انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

اَلْسُمُ الْعَلْقَمُ لإِبْلِيْسُ هُوَ اَلإاسْتِغْفَارُ

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/19 الساعة 10:29
حجم الخط

دعونا نوضح لحضراتكم أيها القراء الكرام كيف ناصب إبليس أبونا آدم عليه السلام العداء منذ أن خلقه الله، في الآيات التالية: كان الله سبحانه وتعالى يتحدث مع ملائكته حيث قال لهم: إني جاعل في الأرض خليفةً لي ليس منهم فقالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك وبإستغراب، فقال لهم: إني أعلم ما لا تعلمون (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)). وحتى يقتنع الملائكة بأنه يعلم ما لايعلمون، علَّم آدم عليه السلام أسماء الأشياء كلها وعقد مناظره بينه وبين الملائكة (إذا جاز لنا هذا التعبير) بأن عرض الأشياء كلها على آدم والملائكة وطلب من الملائكة أن ينبؤوه بأسمائها إن كانوا صادقين بما يقولون في إستغرابهم ونوعاً ما في إعتراضهم (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31)). فأجابوا ربهم على الفور: بالتسبيح وأنه لا علم لهم إلا بما علمهم (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة: 32)). بعد ذلك طلب الله من آدم أن ينبئ الملائكة بأسماء الأشياء فأعلمهم بها، أي أثبت آدم لهم أنه عنده من علم الله ما ليس عندهم وقال الله لهم للتأكيد عليهم ألم أقل لكم سابقاً إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم سركم وعلنكم (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (البقرة: 33)). فهذه المناظرة كشفت كل ما أظهر الله لهم من حقائق غابت عنهم وأثبت لهم أن آدم عليه السلام أعلم منهم.

بعد هذه المناظره المدعومة بالأدلة والبراهين والإقناع قال الله للملائكة إسجدوا لآدم الذي هو أعلم منكم، ومن خلقت بيدي وكرَّمته على العالمين فسجدوا جميعاً إلا إبليس كان أول نمرود في الكون فأبى أن يسجد لآدم حسداً وغيرةً وعداءاً وحقداً ... إلخ لآدم عليه السلام، ومن هنا بدأت عداوة إبليس لآدم وذريته (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقرة: 34)). وبعد ذلك خلق الله لآدم زوجه من نفسه وأسكنهما الجنة ليأكلا منها ما يشاءان كجائزة له على تفوقه في المناظره على الملائكة إلا أن الله نهاهما عن الاقتراب من شجرة واحدة فقط، أي كل ما الجنه لهما إلا شجرة واحدة (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (البقرة: 35)). وحيث أن إبليس أبى السجود لآدم وناصبه العداء وحقد عليه فأراد أن ينتقم منه ومن زوجه فوسوس لهما عن طريق نفسيهما فأقنعهما بالأكل من الشجرة ففعلا وخالفا أمر ربهما (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (البقرة: 36)) ورغم ان الله حذرهما منه وقال لهما (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (طه: 117)).

فبعد ذلك عاد آدم إلى رشده وإستغفر الله وطلب منه أن يتوب عليه هو وليس معه زوجته لأنه هو المتعلم ويعرف كيف يستغفر الله (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة: 37) وحتى يتم أمر الله الذي قاله للملائكة وهو أنه سيجعل آدم خليفة له في الأرض، أهبطهما إلى الأرض وإبليس معهما وقال لهم سوف أرسل لكم من يهدوكم أنتما وذراريهم (آدم وزوجه وكذلك إبليس) سواء السبيل من الرسل والأنبياء ومن يتبع هداي من ذراريكم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). وحقداً من إبليس على آدم وزوجه وذريتهما من بعده قال لرب العزة والجلالة في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي. فالسم العلقم لإبليس هو الإستغفار لله سبحانه وتعالى بشكل مستمر كما فعل سيدنا آدم عليه السلام عندما خالف هو وزوجه أمر ربهما في أكلهما من الشجرة التي نهاهما عنها فتاب الله عليهما. فعلينا جميعاً بالإستغفار بإستمرار لرب العالمين حتى نتقي شر إبليس وذريته علاوة على أن للإستغفار فوائد عديدة مذكوره في الأيات (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (نوح: 10 - 12)).

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/19 الساعة 10:29