تشتد الحاجة الى بناء درع اعلامي ثقافي وطني، يكون «جماعة الأمل» الإيجابية، التي ترى الأشياء في حجومها الطبيعية، فلا تُهوِّل ولا تُقلِّل.
ثمة حاجة الى البياض في مواجهة الزُّمر الهدامة التي لا تكف عن رش السواد بلا تعفف او توقف، على منجزات الوطن وعناصر قوته.
نلاحظ أن موجة الإدراجات والكتابات وأشرطة الفيديو المتكاثرة والندوات تركز، بقصد وبلا عفوية، على السلبيات فقط.
ونلاحظ أن المحتوى الذي يتسيد ما نقرأ ونسمع ونشاهد، هي التبخيس والتخسيس والتشكيك والتفكيك والانتقاص من الإيجابيات والإنجازات والمبادرات، وتصوير الواقع الوطني على غير حقيقته.
وتعلمون أن أحد اسباب رفع «دوز» النقد والتزوير، هو لحصد الإعجاب والشعبوية و أشياء اخرى.
تتم إشاعة روح الإحباط والقنوط والهدم واللطم والسواد والحِداد، وتجري محاولات مركزة، تهدف الى نزع ثقة المواطن بوطنه.
إنه مخطط طويل المدى لإظهار اننا نعجز عن التصدي لأية مخططات معادية، على قاعدة «إن أسوأ حل، افضل من عدم القدرة على الحل».
الدعوة الى «جماعة الأمل» تجيء لأنّ المواطن الأردني المثقف الذكي، ليس كيس تدريب ولا نشافة، فيأخذ ما يقذف عليه على أنه الحقيقة المؤكدة.
لقد تطورت إلى حد الإتقان، القدرة على التزييف والتزوير، مما يحثنا على تطوير القدرات الوطنية على التّبين والتّحقق والتدقيق والشك والتحليل ومواجهة الإشاعات.
من المحزن ان يقع المواطن ضحية الاستغفال والاستهبال وأن يُشغِّلنا اعداؤنا ضد انفسنا.
والدلائل على سهولة الخداع اكثر من ان تحصى هذه الأيام وآخرها وليس ختامها، ادعاء العثور على مبلغ 1.7 مليون دولار في تاكسي. وتضخيمٌ مفرطٌ لصورة حوتٍ وابنه 35 ضعفا، يمران من تحت جسر في كندا !!
«جماعة الأمل» التي ترفض الانتقاص من الإنجازات الوطنية، ولا تقبل تسويد البياض، ترفض قطعيا تبييض السواد.
«جماعة الأمل» تعتبر المبالغةَ والتكثيرَ ضررًا، مثلما ترى أن التقليل والتبخيس خداع.
منذ سنوات و»جماعة الفشل» الهدامون، الذين يرتدون اقنعةَ الطهر الوطني، يثبّطون المعنويات العامة وهم يرددون «البلد واقعة».
لم تقع البلد ولن تقع. وبدل ذلك، تزداد البلد قوة وثقة ومنعة.(الدستور)