شارك العالم باجمعه قبل ايام في تظاهرات ومواقف سياسية الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وسط تصاعد لافت في حجم التعاطف والمساندة من شعوب العالم والمشرعين في الدول الاوروبية وامريكا واماكن اخرى من العالم ما يدل على حجم الرفض للانتهاكات الاسرائيلية للشعب الفلسطيني ومن ورائهم الادارة الامريكية بقيادة دونالد ترامب المتحيز لاسرائيل.
ومن بين ردود الفعل اللافتة كانت المذكرة التي وقعها اكثر من 130 عضوا في الكونغرس الامريكي والرافضة لتصريحات وزير الخارجية الامريكي بومبيو حول شرعية المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والتي اكدت- هذه المذكرة -ان مثل هذه التصريحات تلحق الضرر الكبير بعملية السلام وبمقولة الراعي الامريكي النزيه وتضر ايضا بمصالح الولايات المتحدة الامريكية مع الدول العربية والاسلامية.
المراقب للوضع العالمي يدرك حجم التعاطف الكبير مع القضية الفلسطينية في مختلف محافل العالم ومن بينها جامعات امريكية رفض الطلبة فيها المشاركة في محاضرات لقيادات عسكرية واعلامية اسرائيلية وقاطعوا المحاضرات بالهتاف لفلسطين .
الملك عبدالله الثاني وفي رسالة وجهها الى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف اكد على الموقف الوطني الاردني الثابت من الصراع العربي الاسرائيلي وعلى مفاتيح الحل السلمي ان ارادت اسرائيل العيش بسلام في المنطقة والتعامل مع شعوبها .
فقد اكد الملك على ان القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والاستقرار في الشرق الاوسط ويجب ان تعالج جميع قضايا الحل النهائي وعلى رأسها قضية القدس وحق اللاجئين بالعودة والتعويض عبر مفاوضات جادة تضمن اطارا للتسوية الشاملة على اساس قرارات الشرعية الدولية.
ان القضية الفلسطينية ما زالت هي القضية المركزية للعرب والمسلمين والحل السلمي المقرون باعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ما زال هو الحل المطروح استنادا لمقررات جامعة الدول العربية ومنها مبادرة السلام العربية التي تؤكد على انه لا بديل عن دولة فلسطينية كاملة السيادة غير مقطعة الاوصال وعاصمتها القدس الشرقية.
وان قيام اسرائيل بالاعتراف بهذه الحقوق سيوفر لها الامن في المنطقة والتعايش مع شعوب اكثر من 57 دولة عربية واسلامية وان عدم الاعتراف بهذه الحقوق سيبقى شعلة المقاومة للمحتل الى الابد فليس لدى الفلسطينيون ما يخسروه ابدا وهم قدموا الشهداء وما زالوا يقدمون الشهيد تلو الشهيد حتى تتحرر فلسطين وتعود الحقوق المشروعة الى اهلها من هذه الدولة المغتصبة العنصرية التي يليق مصطلح "دولة الابارتهيد" بها.
الاردن سيبقى ملتزما التزاما كاملا بمسؤوليته في الحفاظ على الهوية العربية التاريخية الاسلامية والمسيحية للقدس الشريف والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وهو واجب ومسؤولية اردنية نفخر بها.
الاردن مستمر في دوره العربي والقومي باعتبار القضية الفلسطينية قضيته الاولى لا يتقدم عليها شيء ايمانا منا بأن اقامة دولة فلسطينية سيخفف من ازمات المنطقة وفي مقدمتها الارهاب كما ان الاردن ملتزم بدعم القيادة الفلسطينية في خطواتها الرامية لاحقاق حقوق الشعب الفلسطيني الذي لن يهدأ له بال حتى عودة حقوقه المسلوبة.(الراي)