انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

خولة كامل تكتب: الأزمة الماكرونية إلى أين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/01 الساعة 19:15
حجم الخط

خوله كامل
تواجه فرنسا في هذه المرحلة أزمات عديدة، أولها احتجاجات السترات الصفر التي ما تلبث أن تخبو حتى تشتعل من جديد، فالمطالبات التي تقدمها تلك الاحتجاجات تعتبر منطقية في استطلاع للرأي بالنسبة للعديد من الفرنسيين، فالبرغم من لجوء المحتجين إلى استخدام القوة في بعض الأحيان في مواجهة القوى الامنية، إلا أن صورتها لم تهتز في نظر الشارع الفرنسي، باعتبارها تمثل رأي الأغلبية الساحقة من الفرنسيين.

فماكرون يواجه تلك الاحتجاجات بنوع من اللامبالاة، على الرغم من أنه في بداية ظهورها حاول التخفيف من حدتها، وذلك بالقيام بإجراءات يلغي جزء من الضرائب التي فرضها على الطبقة المتوسطة، في حين قام بإلغاء الضرائب بشكل كامل عن الأغنياء، وتلك تعتبر من أهم الأسباب التي دفعت لاندلاع الاحتجاجات.

إن أزمة ماكرون كبيرة وخانقة، فمواجهة الاحتجاجات والعمل على كبح جماحها وتفريغها من القها، فالاليزيه أمام تحديات كثيرة، فمن تصاعد الإتهامات بتزايد الطموح الفرنسي في العالم، إلى ابتلاع ميزانية خمسة عشر دولة افريقية، وما حدث من تصادم طائرتين في مالي مما أدى إلى موت طاقمها الفرنسيين، فتح الباب على مصراعيه أمام حقيقة التواجد الفرنسي في افريقيا، وتطلعاته المستمرة والتي لم تخبو منذ الحقبة الاستعمارية.

بشكل عام تعاني فرنسا من أزمات متلاحقة، آخرها النزاع المعلن بين فرنسا وألمانيا في الاتحاد الأوروبي والغير معلن في أحيان أخرى، والتدخل الفرنسي المستمرة في المنطقة العربية، مما حدى بالرئيس الأمريكي ترمب إلى توجيه انتقادات لاذعة لا تخلو من التهكم على الرئيس ماكرون وتوجهاته في المنطقة.

إن الحرية التي تتغنى بها فرنسا ومن شابهها من الدول الأوروبية، تكمن في تطلعاتها الطموحة، والازدواجية في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان، والعدالة والمساواة ففي العلن تعلن دعمها للديمقراطية وحرية التعبير، ومن تحت الطاولة تقف ضد الديمقراطية وضد مناصريها، فمنذ اندلاع الحراك الشعبي في أكثر من دولة عربية، سعت فرنسا إلى اجهاضها بطريقة أو بأخرى مستخدمة وسائلها الخاصة، وبالأخص عند انطلاق احتجاجات الجزائر، أعلن المتظاهرون رفضهم التدخل الخارجي مشيرين بذلك إلى فرنسا.

إن فرنسا تحاول أن تجد لها مكانا بين القوى الفاعلة في العالم، فهي من ناحية تتدعي دعمها للحرية ومناوءة الفساد والعنصرية، وهي من ناحية أخرى ترفض تقديم اعتذار للجزائريين عن فترة استعمارها ، وهي إلى الآن تحتفظ بجماجم المقاتلين الجزائريين في المتحف الوطني الفرنسي؟!!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/01 الساعة 19:15