انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الرضا عن الذّات قبل الآخرين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/30 الساعة 12:43
حجم الخط

لا تدعْ اليأس يطرق بابك مهما حصل معك فهو قاتل لحياةٍ خُلقت لك ،لماذا امتلك القليل وغيري الكثير؟ لا امتلك سيارة ،بيتي بالإيجار،لم أنجبْ بعد ،فلانة أجمل مني ، علان اشترى فيلا وأنا محلي حسرة عليّ!! ارضَ تُرضى
كل واحد منّا ينظره بحجم عينه الذي في قلبه ،اقتنعْ بمسلّمات الحياة لكي لا تتعب نفسك وفكرك بالركض كالملهوف وراء ما تريده بشتى الطرق.

فكّر مهما كان موقعك في الحياة ،ما بين السماء والأرض أنت ، وثق بأن الزمان لا يبق على حال كما في قوله تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس ) مرة غنى ،وأخرى فقر ،ومرة عزّ ،واخرى ذّل .
السعداء والراضون عن ذواتهم من لازم أصلًا واحدًا على كل حال ،وهو تقوى الله في الصغيرة قبل الكبيرة لأنه كل ما على البسيطة زائل ،والرضا عن الذات أمرًا ليس بسهلًا بحاجة لجرعات من الإيمان والصبر ويكللهما القناعة التّامة .
ارضً بما قسمه الله لك في هذه الحياة فهو خير، لا ترهق نفسك بالمقارنات التي لا جدوى بها وإن كان ذلك، لا تنظر من هم أفضل منك بنظرك لأنك لا تعلم كيف وصلوا لما هم عليه ؟ربما لا تتقبل الطريقة !؟ أو تتقبّل؟ وحققت ما تريد السؤال الأهم
ماذا تريد بعد؟.

تأكد بأن الكل ينظر بمنظاره الخاص لا محال ، ونظرته مع الأسف لا تتعدَ حجم عينه !

فمثلًا الألوان الفاقعة ليست دائمًا صادقة بأن أصحابها متفائلون !قد يكون الأمر فقط حب للألوان وما بداخل أسد من اللّيل حزنًا همًّأ كرهًا ،فما بالداخل هو لله الواحد،والألماس أصله ماذا؟!...

آمن بمسلّمات الحياة فهناك خير وشر أينما تكون ، حتى بداخلك كلاهما موجود ويتعاركان باستمرار حسب المأزق الذي تمرّبه لكن من ينتصر في النهاية؟نعم هو الذي تهتم به قدر المستطاع.

علمًا بأنه هناك الكثيرين من الناس لن يصلوا بعد لمرحلة الرضا ، هي نفوس خلقها الله تعالى وهو أعلم بما فهو الذي أعطاها تقواها وفجورها ،لكن هناك وصفة عجيبة بل سحرية لتساعد نفسك في الخروج من دائرة سوداء أنت من رسمها بحجم عينيك وحدودهما فقط هو الحب ...نعم الحب اجعل دينك الحب فهذه النعمة خطيرة لما لها من فوائد جمة تعود على كل ما في حياتك من خير وسعادة ،فعندما تتقرّب من الله حبًّا ،ومن أهل بيتك حبًّا ،وأصدقائك ،وزملائك حبّا ..لا بدّ من شعورٍ لا يوصف .

ارضى تُرضى ...أتعلم بأنك تملك عجائب الدنيا السبع وأنت غير مدرك لهذه العجائب ، فأنت منشغل بما لا تملك تحصل عليه ،والعاجئب السبع التي تملكها حبًّا من الله هي أن ترى...أن تسمع ....وتلمس ....وتشعر ...وتضحك وتغضب ..... وتحب أليست هذه كافية لترضى عن ذاتك يا ابن آدم! فهذه العجائب لا تُبنى باليد ولا تُشترى بالمال .

تذّكر ما لديك الآن واشكرْ رب العالمين عليها .

الرابحون المنتصرون هم المتصالحون مع أنفسهم قبل الآخرين، فما ينفع أن تتصالح مع الآخرين وانتَ بداخلك آخر مهزوم.
Taqwa11alali@gmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/30 الساعة 12:43