فأمام التغير المناخي المتسارع عالميا والذي تعيشه المملكة والإقليم كذلك، وأمام التوجه نحو أساليب ووسائل الزراعة العصرية التي تحتاج الدراسات المناخية، وأمام حاجتنا لدراسات الموازنة المائية السطحية لغايات الحصاد المائي والشحن الجوفي، وبناء النماذج الرقمية المكانية لحماية الخزانات الجوفية ضد التلوث... كان واجبا ملحا علينا دعم جهود وخطط وتوجهات دائرة الأرصاد الجوية، وليس إحباط موظفيها وكوادرها، وضرب جهودهم وإنجازاتهم بعرض الحائط.
الأمر ذاته حصل مع سلطة المصادر الطبيعية، والتي تبعثرت وتشتت، وضاعت دراساتها وجهودها أدراج الرياح عندما دمجت بعهد النسور مع وزارة الطاقة.
حلول الفزعة والهروب للخلف وبكل الإتجاهات، والتضحية بمؤسسات وطنية ترتبط بالأرض والمكان خطأ فادح ستدفع الأجيال القادمة ثمنه.
نحن مع حل ودمج هيئات مستقلة وجدت لإرضاء الذوات، ولكن عندما يتوقف الأمر على مؤسسات عريقة قطعت أشواطا طويلة بإنجازاتها، فنسأل عن التخبط والعشوائية والتخطيط وليد الساعة خوفا من الشارع، ومن أجل البقاء على الكراسي.
سيسجل التاريخ في عهدك يا رزاز بأن الارصاد الجوية إندثرت بدلا من ان تنمو وتكبر وتنافس العالم بدراساتها.