انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

القاضي التميمي يكتب: الى الذين ينتظرون يوم الأحد

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/27 الساعة 01:10
حجم الخط

بقلم: القاضي الدكتور جمال التميمي

غداً لن تمطر السماء سبائك الذهب ولا القصة ولن يخرج لنا البحر الياقوت والمرجان غدا يوم عادي وماسيأتي قد يكون أصعب.

يتحدث البعض عن قرارات مهمة غدا وعن إصلاح سيبدأ وكأن غدا ليلة القدر وان كنوز سليمان ستتفتح غدا

غدا يوم عادي مثقل بفواتير الماء والكهرباء والمديونية التي بات مؤرقة.

فعن أي حزمة إصلاح يتحدث المتحدث وهل الاصلاح كبسة زر الاصلاح إرادة ونية صادقة وشفافية وحب المساواة والعدالة.

الاصلاح يكون بإيجاد مجلس نواب فاعل يشكل غرفة رقابة وتشريع والاصلاح منهج وإرادة صلبة.

الاصلاح محاولة إقناع الناس بوجوب التغيير ومحاولة اعادة الثقة بين الدولة بكافة اركانها والناس.

الناس تقول الاصلاح بتخفيض رواتب الوزراء والاعيان والنواب وهذا ليس إصلاحاً هذه جزئية بسيطة في سلم الاصلاح.

الاصلاح استثمار وتصدير وتطوير موارد الدولة المالية والابتعاد عن جيب المواطن.

أي إصلاح ونحن الان امام مفترق طرق لابد حتى نعبر ان نمرر صفقة القرن.

باختصار لاتنتظروا إصلاح بزيادة الرواتب..

الدولة الان بحاجة لشدشدة كامل اوصالها ومفاصلها وترشيقها وجعلها مقنعة حالنا مثل أب مدين للبقالة والصيدلية وبائع الخضار ويوعد اولاده بما لذ وطاب من اللحوم فكيف يستقيم ذلك.

القصة صدقوني بكره ولا بعد بكرة ولا سنة نستطيع حلها..

اطلاق بالون الاصلاح تخدير سياسي حتى تمر ازمة لبنان وأنا لو كنت مكان الدولة لعملت بذلك لان الناس مضغوطة قاربت الانفجار.

كيف يتم الاصلاح ونحن كل يوم تزيد مديونيتنا الاولى والله وقف الدين والمفاوضة الحقيقية والتهديد باستخدام البعد الجيوسياسي والجيو حدودي لنعبر الطريق ولنرفع شعار اردني إما أن نعبر معكم وإما الطوفان لنا ولكم.

باختصار بحاجة لحيل سياسية ومواقف سياسية ومفاوضات شاقة لنعبر.

إياكم أن تنتظروا الحلول فلم يأتينا حل وكل العلاجات ابر تخدير والله لو عجوز اردنية استلمت زمام الامور في الحكومة لكنا بأحسن حال صدقوني لدى جدتي حلول اقتصادية ناجعة.

موارد الدولة محدودة وتتعرض للتعرية والرعي الجائر ومالنا العام مستباح.

نحن على مفترق طرق وقرارنا رهين بمواقف سياسية وشبابنا فقد الثقة الثقة أكسير الحياة.

كيف سنتقدم ونحن لانملك خطاباً سياسياً.. الناس تتعطش لخطاب سياسي لكلمة موجعة للذين أفسدوا.

قصتنا أصعب بكثير مما يعتقد البعض..

الأمر بحاجة لمعرفة قدراتنا ومراجعة الايام التي مرت وكيف بيعت مؤسسات الدولة وكيف وصلت المديونية الى هذا الرقم فإن كانت الإجابة بسبب اللجوء والازمة الاقليمية فلنذهب ولنحاور المجتمع الدولي ان من واجب الجميع ان يحمل معنا تداعيات الحروب التي حلت بالمنطقة.

الحل ليس بزيادة الرواتب على حساب الدين العام فالجوع لايبرر مزيدا من الدين.

اتمنى ان نكون اكثر صراحة وان معي ابعاد مانحن فيه فنحن في ازمة حقيقية.

كلما امتنعت عن الكتابة وجلست اراقب المشهد بصمت أجد أن هناك حساً وطنياً يدفعني للكتابة.

حل ودمج المؤسسات المستقلة خطوة جيدة وتخفيض الضرائب لكنها لا تكفي.

اشركوا شباب الوطن المخلص في الحلول والمثل قال ما يحرث البلاد الا عجولها ولا تروحوا على ابن عشيرة فاشل او ضعيف او جبان وتحكولنا هي ابن عشيرة لا بل اذهبوا الى الشريف القوي النظيف من أبناء هذا الوطن .فلا تحسبوا الفاسد على العشيرة.. الفاسد لاعشيرة له ولا وطن له لان من يتنازل عن شرف خدمة الوطن سيتنازل عن العشيرة والقبيلة بل والوطن.

المخلص لتراب هذا الوطن
القاضي الدكتور جمال التميمي
واعلم ان كتابتي وأنا على رأس عملي انتحار قريب لكن شرف الكلمة يجبرني ان أكتب ولان الوطن يستحق التضحية بالكرسي سابقى اكتب فخذوا الكرسي والراتب ولتبقى الدراسة خفاقة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/27 الساعة 01:10