مدار الساعة- توقعت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية أن ينجح المعارض الإسرائيلي يائير لابيد، رئيس حزب “هناك مستقبل” الوسطي الليبرالي، في خلافة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وأشارت المجلة إلى أن وزير المالية والإعلامي السابق يائير لابيد هو من سيشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وتوجهت المجلة لرئيس الحزب الذي أظهرت غالبية استطلاعات الرأي التي أجريت في الشهور الأخيرة أن شعبيته في تزايد مستمر، وتتخطى شعبية حزب “الليكود” برئاسة نتنياهو أحياناً، وأجرت معه حوارا، أشار خلاله إلى احتمال إجراء انتخابات مبكرة خلال العام الجاري.
ونوه إلى أن غالبية دول العالم التي عاشت في ظل زعيم يقبع في السلطة لسنوات طويلة، تعاني في الغالب من فساد هؤلاء الزعماء، فيما سلطت القناة الإسرائيلية العاشرة الضوء على الحوار الذي أجرته المجلة الأمريكية مع لابيد، واهتمت بتلك التقديرات التي تعززها توجهات الشارع الإسرائيلي في الشهور الأخيرة.
الرجل الذي سيهزم بيبي!
واستهلت القناة تقريرًا مصورًا أعدته تعليقًا على حوار المجلة الأمريكية مع لابيد، وحمل عنوان “هل لابيد هو رئيس الحكومة المقبل؟”، وأبرزت تنويه المجلة الذي أشار إلى أنه الوحيد الذي يمتلك القدرة على خلافة نتنياهو.
كما وضعت صورة غلاف المجلة الذي احتلته صورة المعارض الإسرائيلي، بينما جاء العنوان الرئيس على الغلاف “الرجل الذي سيهزم بيبي”.
ويأتي الاهتمام الأمريكي بهذا الملف في ضوء الخلافات الحادة التي يشهدها الائتلاف الإسرائيلي الحاكم بقيادة حزب “الليكود” والتي طفت على السطح خلال الأيام الأخيرة بشكل متزامن، لا سيما الخلاف بين نتنياهو ووزير ماليته موشي كحلون، بشأن سلطة البث الجديدة، وخلافات رئيس الوزراء مع حزب “البيت اليهودي” برئاسة وزير التعليم نفتالي بينيت، والتي لا تتوقف.
ويتطلب فوز لابيد دخوله في تحالف سياسي قوي يفترض أن يضم أحزاب اليسار والوسط، فضلاً عن التحليلات السياسية التي لا تتوقف، والتي تؤكد أن طريقه لتشكيل الحكومة مرهون بتحالفه مع الأحزاب الحريدية، أي “شاس” و”يهدوت هاتوره”، وهما حزبان ائتلافيان، يقبعان حالياً في ائتلاف نتنياهو.
هيرتسوغ هو الأجدر؟
وبصرف النظر عن الاستطلاعات التي منحت لابيد وحزبه العدد الأكبر من المقاعد في الفترة الأخيرة حال أجريت الانتخابات العامة، وكان آخرها استطلاع أجري قبل أيام، توقع حصول الحزب الوسطي على 25 مقعدًا بالكنيست، مقابل 24 سيحصل عليها “الليكود” لو أجريت تلك الانتخابات في ظل الظروف الراهنة، لكن تلك الصورة لن تكتمل دون معرفة مدى توافق وزير المالية السابق مع أكبر كتلة معارضة بالكنيست حاليًا، أي “المعسكر الصهيوني”، في ظل تمسك من يقف على رأسها، يتسحاق هيرتسوغ، بكونه الأجدر بتشكيل الحكومة المقبلة.
وأدلى هيرتسوغ يوم أمس السبت بحوار للقناة العاشرة، للتعليق على الأزمات الائتلافية القائمة، وأكد أن لديه قائمة تضم أسماء 61 نائباً بالكنيست، لديهم رغبة ملحة للإطاحة بنتنياهو، لكنه مازال مستبعداً أن ينجح شخص سواه في تشكيل الحكومة القادمة.
وذهب هيرتسوغ أبعد من ذلك، وقال خلال الحوار إنه حين يسقط نتنياهو سيستطيع تشكيل حكومة بديلة حتى دون وجود لابيد وحزبه داخل تشكيلتها، مضيفًا أنه على علم بأن ثمة نوابا حاليين بالمعارضة والائتلاف لن يترددوا في الانضمام إليه، لكنه لم يحدد أيا من الأحزاب الحالية بالائتلاف يمكنها قبول ذلك، وربما قصد في المقام الأول حزب “كولانو” الوسطي برئاسة موشي كحلون، مع إمكانية الإشارة أيضًا إلى الأحزاب الحريدية التي ترهن انضمامها لأي ائتلاف بتحقيق متطلبات هذا القطاع.
زخم كبير
وبالعودة إلى الحوار الذي أجرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية مع لابيد، يمكن ملاحظة حالة من الزخم الكبير تشهدها الفترة الحالية، تتمثل في التواصل الأمريكي مع معارضين بالدولة العبرية، سواء على المستوى الإعلامي أو السياسي. ومن المحتمل أن يكون حوار المجلة ضمن نزعة ترجح أن سقوط نتنياهو مسألة وقت، أو ضمن محاولات لمعرفة مواقف رؤساء أحزاب المعارضة بالدولة العبرية.. لا غير.
ويلفت الانتباه في هذا الصدد اللقاء الثاني في غضون أسبوعين فقط الذي يجمع بين وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، رئيسة حزب “الحركة” حاليًا، وهو حزب صغير يشكل أحد جناحي تحالف “المعسكر الصهيوني” بقيادة هيرتسوغ، مع مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والذي كان قد زار القدس ورام الله مؤخرًا.
وعقد اللقاء الثاني بين ليفني وغرينبلات في واشنطن الجمعة، ومن غير المعروف لماذا يحرص مبعوث ترامب على مقابلة ليفني مرتين في هذه الفترة الزمنية، إلا إذا كان الحديث يجري عن لقاءات رويتينة، حيث شهدت زيارته لدولة الاحتلال لقاءات عديدة مع شخصيات بعضها لم يكن متوقعا، بمن في ذلك ليفني.
لماذا ليفني؟
لكن موقع “واللا” العبري ربط اليوم الأحد بين اللقاء وبين كون ليفني هي من أدارت جولة المفاوضات الأخيرة مع السلطة الفلسطينية العام 2014، إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كما تحدث عنها بوصفها وزيرة الخارجية السابقة، متجاهلاً منصبها الرسمي الأخير في حكومة نتنياهو الثالثة، أي وزيرة العدل، وهو أمر يحمل دلالة إلى حد ما.
وتوجد ليفني حالياً في واشنطن للمشاركة في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية “أيباك”، والذي سيشارك به أيضا هيرتسوغ، فضلاً عن وزير التعليم بينيت، صاحب المواقف المتشددة، لا سيما في كل ما يتعلق بالاستيطان، حيث يعد بينيت من المتعصبين بشدة للفكر الصهيوني الديني، والذي يعتبر الاستيطان أحد أعمدته الرئيسية.