مدار الساعة - صدر حديثا كتاب " ما زلت أفكر " للدكتور يعقوب ناصر الدين يحمل عنوانا فرعيا " نفكر لنكسب معركة وجودنا " ويتضمن مجموعة المقالات التي نشرها في الصحف والمواقع الإخبارية خلال عام 2018 ، ويقع في (298) صفحة ، مهد لها بمقدمة من (33) صفحة يشرح فيها إشكالية كتابة المقالات الصحفية وسط حالة من عدم وضوح الرؤية لحظة الكتابة الأمر الذي يضع الكاتب أمام مسؤولية فكرية وأخلاقية ثقيلة ومضاعفة .
ومن بين ما قاله الدكتور يعقوب ناصر الدين في تلك المقدمة إن التفكير عموما هو نتائج ما يقوم به العقل الواعي من عمليات ذهنية وإدراكية، ولكنه بالنسبة للكاتب والباحث عملية منظمة بقدر ما هي معقدة ، لأنها من صنف التفكير الإستراتيجي الذي يقوم على التجميع والتحليل والتركيب حتى يتمكن من وضوح صورة الحاضر وصورة المستقبل ، وكل ذلك مرتبط بما يليه من تخطيط وإدارة .
وكتابة المقال تفرض كل هذه العناصر مختزلة بالكلمة والجملة والفقرة من أول المقال حتى نهايته ، وذلك هو الاختبار الصعب في كل مقال مدرج في هذا الكتاب ، لا يخلو واحد منها من دعوة مباشرة أو غير مباشرة من أجل اعتماد مفاهيم التفكير والتخطيط والإدارة الإستراتيحية ، ومعايير الحوكمة ، وغير ذلك من الوسائل التي يمكن أن تضمن لنا الوقوف على أرضية ثابتة رصينة ، وتمنحنا القدرة على الرؤية الواضحة الجلية .
إنها محاولة لتبديد الضباب بقوة النظر والتفكير والحدس لتحليل الظاهرة وما وراءها ، في زمن يفرض عليك أن تتوقف طويلا أمام المعلومات لتفرق بين زيفها وصحتها ، وقد شهدت ساحتنا المحلية والعربية ، وحتى العالمية أنماطا وقوالب مبتكرة من الخداع والتضليل تبدو أمامك وكأنها الحقيقة الكاملة ، المعززة بالشواهد والقرائن والمسلمات .
وكان الدكتور ناصر الدين قد أصدر في العام الماضي كتابا مماثلا بعنوان " هكذا أفكر – من وحي معرفتي الأكاديمية وتجربتي العملية " في الممارسات الإستراتيجية ، وهو كذلك من منشورات جامعة الشرق الأوسط .