أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

التراث الثقافي في كتاب جديد للأستاذ الدكتور هاني فيصل هياجنه

مدار الساعة,الأميرة سمية بنت الحسن,جامعة اليرموك,#التراث_الثقافي,#العلوم_والآثار,#البحوث_العلمية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - يحتوي الكتاب الذي يحمل عنوان Cultural Heritage: At the Intersection of the Humanities and the Sciences، ابحاثا علمية بلغت 57 بحثا من بين ما يزيد على 100 ورقة علمية من باحثين مرموقين ينتمون الى 24 بلدًا أُلْقِيَت في مؤتمر مؤسسة ألكسندر فون هومبولت الدولي الذي عقد في الأردن بنفس العنوان المذكور وبرعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن. خرج الكتاب الى الأسواق الدولية قبل أيام ضمن سلسلة أبحاث العلوم والآثار رقم 7 التي تعتني بنشرها دار لِت الألمانية للنشر Lit-Verlag، وبلغت عدد صفحاته 869 صفحة، وحمل رقم الإيداع الدولي ISBN: 978-3-643-91252-7
قام الأستاذ في كلية الآثار والأنثروبولوجيا بجامعة اليرموك، والخبير الدولي في حقل التراث الثقافي، وسفير برنامج مؤسسة الكسندر فون هبمولت لدى الأردن، بتحرير هذا العمل ورعاية نشره على نحو علمي بدعم من مؤسسة ألكسندر فون همبولت الألمانية Alexander von Humboldt Foundation التي ترعى البحث العلمي عالي المستوى، والباحثين المتميزين من كافة انحاء العالم.
تقوم فكرة الكتاب على مفهوم الطبيعة التكاملية للناتج الفكري البشري، والذي يتجلى في أشكال مادية وغير مادية، فتضمنت مزيجًا من الحجج التي تختلف في المحتوى والعمق في التحليل على المستوى الجزئي والكلي مما يضمن إلقاء مزيد من الضوء على الميراث الثقافي البشري من خلال نهج متعدد التخصصات يشمل مجموعة واسعة من المجالات والحقول الفرعية، بما في ذلك التاريخ، والبيولوجيا، والجيولوجيا، والفيزياء، والفنون الجميلة، والسلوك البشري، والفلسفة، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والكيمياء الحيوية، والتقاليد، وعلم اللغة، والتعليم، وعلوم الكمبيوتر، والاقتصاد، والقانون، والأنثروبولوجيا ومرد ذلك هو أن التراث البشري منجم لا نهاية له من المعرفة والمهارات والروح والإنجازات التي تصور قوة الإنسان وابداعه وابتكاراته عبر التاريخ. لذلك، فإن "التراث الثقافي"، باعتباره تخصصًا أكاديميًا متطورًا ومجالا معرفيًا ناهضًا، يهدف إلى استكشاف أشكال التعبير عن الإبداع البشري والحفاظ عليها وصونها وتقديمها للتمكن من فهم الجوانب الثقافية وتعزيز الحوار المتبادل بين ثقافات العالم.
إن المساهمات المقدمة في هذا الكتاب لا تترك مجالًا للشك في أن رؤيتنا لمفهوم التراث الثقافي تتطور وتتغير بمرور الوقت، وفقًا للمعطيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتكنولوجية، مما يدعونا للبحث عن مناهج بحثية جديدة تهدف إلى فهم الطبيعة المعقدة للميراث البشري. إذ لم تترك الأبحاث التي اعتني الدكتور هاني هياجنه على نشرها وتحريرها مجالا للشك بالدور التكاملي والمتعدد التخصصات الذي تتداخل فيها العلوم الإنسانية والاجتماعية مع العلوم الطبيعية لفهم تراث الانسان وعلاقاته بمحيطه في الماضي والحاضر، سعيا نحو استشراف علاقة متوازنة للإنسان بمحيطه.
بين الكتاب كيف أصبح النهب أو التدمير المتعمد وغير المتعمد للتراث الثقاقي مصدر قلق أساسي للمنظمات العالمية والحكومات وصناع القرار والمجتمعات والجماعات والباحثين، فهناك حاجة ماسة إلى مراجعة الصكوك القانونية الدولية القديمة، وإنشاء أخرى جديدة للمساعدة في معالجة هذه الموجة العاتية غير المسبوقة التي نشهدها في القرن الحادي والعشرين. وبنفس الطريقة التي يتلف بها التراث المادي أو يُدَمّر لأسباب عديدة، فمن المرجح أن تختفي العديد من عناصر التراث الثقافي غير المادي للمجتمعات والجماعات والأفراد إذا لم نجد الطرق المناسبة لصونه، فهو يشكل أساس هويتهم واستمراريتهم وتماسكهم الاجتماعي. وتعتبر الهجرات، ولا سيما الهجرة الجماعية والقسرية، مجالًا إضافيًا للبحث في القرن الحالي، لا سيما في مناطق الصراع والأزمات حيث تفقد المجتمعات والمجموعات النازحة ارتباطها بمساحاتها الثقافية الأصلية والتي شكلت عبر التاريخ مكونًا رئيسيًا لإيقاع حياتها اليومية وتماسكها الاجتماعي، حيث اضطرت كثير من المجتمعات إلى إعادة بناء مساحات جديدة في الشتات أو المخيمات.
وخلاصة الأمر أن هذا الكتاب يقرع جرسا للتحذير من تحديات كبيرة لا بد من مواجهتها في القرن الحادي والعشرين، لا سيما كيفية تعاملنا مع التراث في حالات الطوارئ، وآثار تغير المناخ عليه، فهذه قضايا حاسمة بالنسبة للبحوث المستقبلية الهادفة إلى تطوير نهج متوازن للحماية الحكيمة للتراث الثقافي. وتؤكد جميع الأبحاث المنشورة في هذا الكتاب مرة أخرى أن شبكة علماء مؤسسة ألكسندر فون همبولت الألمانية تؤكد استعدادها الدائب لإبراز نجاحاتها وانجازاتها في حماية التراث الثقافي للبشرية والحفاظ عليه.
مدار الساعة ـ