اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

على هامش المبادرة التربوية (تحدي القراءة العربي) الامارات العربية

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/06 الساعة 23:17
مدار الساعة,اقتصاد,الأردن,

عندما يعم الخير في بلد الخير وفي عام زايد الخير ولا يكفي بلد الخير إلا أن يكون هذا الخير محصوراً في بلد أخذ على عاتقه الا يكون خيره في بلده خاصة، بل خيراً عاماً شاملاً يخدم العرب والمسلمين والإنسانية كافة، انطلاقاً من قول الشاعر

فلا هطلت علي ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم العبادا

وإذا كنت بصدد الحديث عن القراءة، وهي المكرمة لارتباطها بالمعرفة وبقيمة من يتقنها ويزاولها، لأنها ومنذ الأزل ووجود الإنسان على الأرض جسمت وبينت قيمة من عرفها، فبينت للإنسانية خلود حضارتها، وعظمة وجودها، مما جعل القراءة والكتابة تعبيراً عن هذه الحضارة وعظمتها، أما الأمم التي لم تخلف لنا شيئا، ونسيت في امتداد الأزمان فلم يذكرها الزمان شأنا مما يدل على أنها كانت غارقة في بحار الجهل ومتوحش الحياة، وإذا كانت عظمة القراءة تنبع من تكريم رب العزة لها حين كانت أول آية في القرآن قد ابتدأت بقوله تعالى مخاطبا رسوله الكريم بقوله " اقرأ " ومن هنا جعلت الرسالة المحمدية ديدنها النهوض بها ولعل الطلب من أسرى بدر القارئين تعليم عشرة من أطفال المدينة القراءة فداء لهم من الأسر خير دليل على تعظيم القراءة.

إن عظمة مشروع تحدي القراءة العربي الذي اطلق من دبي الخير تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن راشد وهو صاحب الشخصية الآسرة والعبقرية الفذة والمبادرات الخلاقة والفلسفة الإنسانية الحكيمة ، وحسن تنظيم وإدارة الدكتورة الشيخة نجلاء الشامسي نبعت من عظمة المفكرين في البلد الخير، فبعد ارتفاع البناء في هذا البلد وتحول البلاد الى الاقتصاد الإنتاجي المستند الى التكنولوجيا وتطوير البنيه التحتية ، أصبحت مثالاً يحتذى في جميع بلاد العالم ، ثم تمخضت عبقرية قادة هذا البلد الى الالتفات إلى بناء الإنسان، فكان العلم ما بين أصالة ومعاصرة طريقهم لبناء إنسان الإمارات بالمدارس والجامعات ومعاهد التقنية والبحث العلمي والبعثات العلمية إلى أرقى دور العلم في العالم مما تمخض عنه تحقيق الخير الذي ابتدأ به الشيخ زايد رحمه الله، واستمر على أيدي أبنائه ورفاقه في سائر دولة الإمارات العربية المتحدة.

غير أن الأبحاث والدراسات التي أجريت في غير بلد عربي جعلت أصحاب الفكر والمتطلعين إلى بناء الإنسان العربي في سائر أقطار العالم العربي يغرقون في بحر من الحيرة بسبب انصراف الكثير من أبناء الأمة إلى الابتعاد عن القراءة، وهجرة الكتاب وهو كما قيل عنه "وخير جليس في الزمان كتاب".

إنني أقول والألم يعتصر قلبي كيف لنا أن ننهض ونبلغ مصاف الدول المتقدمة إذا كنا لا نقرأ ونتطلع على ما يبدعه الكتاب والعلماء في بلادنا وبلاد العالم، فنستوعب ونفهم ونبدع كما أبدعوا ويبدعون، على الرغم من ملايين الكتب المعروضة على رفوف المكتبات ومعارض الكتب التي تنعقد في كافة أرجاء العالم، وما يعرض فيها من نفائس الكتب العربية والأجنبية والمترجمة.

إن ظاهرة الانصراف عن القراءة لابد أن تبحث جيداً وتوضع لها الحلول لإقبال الشباب وأقول الشباب خاصة على القراءة والمطالعة.

إن مبادرة المفكرين في دبي وتحسسهم لعظمة المشكلة ودعوة أرباب الفكر والتعليم في العالم العربي لتداول هذه المشكلة والتصدي لها وجعل العنوان تحدي القراءة وتخصيص جوائز مجزية للمقبلين على القراءة لعمل يستحق أن ننظر إليه بعين الرضى.

وفي هذا المجال فإن الاتفاق على أن من يقرأ خمسين كتابا ويلخصه خلال عام لعمل هين على هواة القراءة ومحبيها ولكنه على كل حال إضاءة على الطريق، لأنه أولا يشجع على القراءة، كما يدفع القارئ على اتقان مهارة التلخيص.

ومن واقع خبرتي في هذا الميدان فإنني أقترح أن تصنف الكتب المقروءة بحسب المستوى العمري للقارئ وقيمة الكتب بحسب ما يشتمل عليه من أهداف، وأن يكون التلخيص دقيقاً نابعاً من أصول التلخيص وأهميته وأن يلجأ الملخص من استخدام علامات الترقيم والإعجام ما أمكن ذلك لأنه للفهم أقوم.

ولا بد لي من الإشارة الى تجربة الأردن في مجال القراءة على مستوى المدارس خاصة، فقد اتبع الأردن في الماضي فكرة المكتبة المتنقلة، حيث خصصت مكتبات متعددة في مديريات التربية، يستعير منها مدير المدرسة كل أسبوع مجموعة من الكتب يقرأها الطلبة ويلخصونها ثم تعاد في نهاية الأسبوع لتستبدل بغيرها ثم توقف المشروع؟! واستبدل بمسابقات الطلبة في القراءات الحرة التي يشرف عليها أمين المكتبة في المدرسة ثم تجري مسابقات بين المطالعين في يوم محدد تشرف عليها مديريات التربية ولا زال هذا النظام معمول به وإن خف الحماس لذلك إلى أن أطلق مشروع تحدي القراءة فعادت الحماسة وأصبحت القراءة هاجس الطلبة بل وأسرهم أيضاً وازداد الشغف في المدارس للاطلاع على كل جديد من المكتبة العربية والمكاتب العالمية، وإن الامل كل الأمل معقود على أن يحقق هذا المشروع نجاحا كبيرا بهمة المتحمسين والغيورين على مستقبل الأمة وجزى الله من يغار على مستقبل هذه الامة كل خير.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/06 الساعة 23:17