انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

مأساة الامة.. بين الأمس والغد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/27 الساعة 22:32
مدار الساعة,فلسطين,العراق,مصر,

يظهر أن الحديث عن المآسي في زماننا المقلوب قد يطول, كيف لا ؟ ونحن نقرأ عن مأساة الحلاج التي أسهب الأدباء في وصفها , وعن مأساة شعب فلسطين الذي تشرد فوق كل كوكب , وعن مأساة الامة التي تعاني من محيطها إلى خليجها من التجزئه وحروب القبائل والانفصال.

أين أمس اليمن السعيد من واقعه اليوم ، حيث الامراض والحروب تفتك بشعبه، والجوع والتشريد يلاحقهم، وفي سوريا يندحر الارهاب من بقعه ليظهر في أخرى، ويغير من شكله ولونه ولكنه لا يتلاشى بلا ثمن، لن اتوقف عند الشرخ الذي ضرب وحدة الشعب وحروب الطوائف بل سأذكر أن حروب الوكاله تخاض في سوريا وأن إعمار سوريا وعودة المهجرين وتأهيل المكلومين هي مأساة بحد عينها.

في العراق الحال ليس أفضل، فحرب الانفصال بدأت، والشعب لم يتخلص بعد من ماضٍ مرير من التمزق والتشرذم وغياب الامن والامان وحتى الدوله، ونهب مقدراته ومستقبله معاً بعد التدخل الامريكي، أما مصر فقد استفحل الارهاب وضرب عمقها وحلم مشاريع التنميه أصبح مثار حديث الشارع.

أما ليبيا النهر الصناعي العظيم فقد غابت حكومه ونظام، لتظهر ثلاث حكومات تعمل على قاعدة الكراسي المتعاكسه، وحلم الرفاهيه في ليبيا الغد، أصبح في البحث عن الذات والمكان في ظل ضياع زمان الانجازات، ولا تتوقف القائمه ولكن يعجز القلم عن تسجيل المآسي في الصومال وجنوب السودان وغيرها.

إنَ مآسي اليمن وسوريا والعراق والسودان وليبيا وغيرها التي أراد لها راسموا السياسة الحديثة أن تطول , وما وراء الأكمة ما وراءها يدفع الى فكري بيتاً بيت للشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود في فلسطين وهو يقول:

وسابقت النسيم ولا افتخار أليس عليَ أنْ أفدي بلادي

فالشاعر و الامة كلاهما ضحية وشهيد، فالأول سَطَر بدمائه انشودة المجد، والثاني قدَمت نفسها قرباناً لترتيبات ما فوق اقليمية، في مأساة تفتيت دول وذوبان هوية شعوب واستهداف لامة باكملها ، والشعوب تدفع الثمن دماءاً زكية وخراب وضياع، فصدق فيهما قول القائل:"والجود بالنفس أقصى غاية الجود".

لقد لحقت شعوب ليبيا والسودان والعراق والصومال واليمن الشعب الفلسطيني إلى مسلسل الضياع والفرقة والتجزئة والتشريد والموت في قطار سريع لا تعرف له وجهة ، واذا كان الشعب الفلسطيني قد اختار قهر الأيام حتى لا يتخذ ظالم غشوم، مُسلَح بكل أدوات التخريب والتهويد والحصار، وصياغة المؤامرات والاغتيالات الإساءة إلى وحدته حُجَة، للهجوم على الامة، ونهب خيراتها سبيلاً، وتعذيب شعبها منهجاً، فكانت المصالحه والاتفاق بعد فراق وصراع طويل، فإننا نتمنى لهذا أن يدوم، وان تتصالح الطوائف والقبائل والساسه ، وان تتحرر الارض والانسان في فلسطين وفي كل الارض العربية ، وأن يعم العدل وينتصر القاده لشعوبهم، فقد جاء في بعض النصوص الصينية القديمة " أن ملكاً عرف أن العدل أساس الملك , فكان يركب فيلاً يصلون به الصين , ويطلب من كل مظلوم أن يلبس لباساً أحمر ليتعرف عليه وينصفه , كما جاء في سيرة الفاروق عمر أنه قال لعمرو بن العاص : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .

إنَ الذين يرسمون السياسة في عصرنا قد غرتهم القوة ,واستمرأوا الظلم , وما عاد يهمهم إلا مصلحتهم على حساب الشعوب الصغيرة والضعيفة , ولكن ما من أمَة فيها شعوب كامتنا يمكن ان تموت , فهي الأرض قلبها صخر , ولكنه معطاء يتصبب منه الماء بقوة المحيط العظيم، ورحلة الشرف العظيمة حتى تتحرر امتنا من ظلم النظام العالمي الجديد الذي فقد بوصلته وورط العالم بحروبه مع فئات هو من صنعها وسلحها وزودها بكل ما تحتاج ، وها هو اليوم يستنجد بالعالم لينقذه من ورطته ونرجو ان تكون عاقبة ذلك خيراً.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/27 الساعة 22:32