اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

ليش زمان كل الزلم كان لهم شوارب

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/22 الساعة 06:04
مدار الساعة,صورة,العقبة,الكرك,عمان,

كان أبي في الطفولة, وحين يحل الشتاء بقسوته وبرده.. يخرج حقيبته القديمة.. في كل عام يكرر نفس المشهد، والحقيبة تحتوي على مجموعة من (القواشين) وصورة له في حلب, وأخرى في العقبة، وأخرى في رومانيا... ونظارات, وشبرية, وشهادتي في الصف الثالث الابتدائي.. كان ينهي عملية البحث بالنظر لشهادتي ثم النظر لي والقول: (وانت زغير كنت شاطر.. مو حمار مثل اساع)...

في كل شتاء كان لا بد أن نجتمع حول ذكرياته القديمة, لا بد أن يروي لنا قصة زيارته لحلب واللقاء الذي جرى مع صباح فخري, وحفلة (فهد بلان).. وسيارته التي اشتراها (اوبل مانتا).. ولم يكن لها أخت في الكرك على حد تعبيره... والسفر لرومانيا, والعقبة.. وكيف سبح على الشاطئ, في حين أن رفاقه تخلفوا..
كل عام وكلما حل الشتاء كنا على موعد مع الحقيبة الخاصة به, وكنت على موعد نهاية سرد الذكريات بإخراج شهادتي في الصف الثالث, وقراءة معدلي والعلامات وتقييم مربية الصف... ثم النظر إلي بحسرة، ولا بد من قول كلمة: (حمار)..
بعد الثالث لم يختلف معدلي كثيرا, فبدلا من الحصول على (95%) صرت أحصل على (92%) وهذا لم يغير شيئا وبقيت مجتهدا.. ولكن أبي كان يعتقد أني تعلمت (الهمالة) مبكرا, ومشيت مع رفاق السوء..
حين كبرت، صرت مثل أبي.. اقلب اوراقي القديمة, مع أولادي ويشاهدون صوري في الجامعة، وأول تحقيق صحفي أجريته... ويشاهدون صوري أيضا في المؤتمرات الصحفية, وقبل يومين شاهدوا صورة لي في قمة عمان التي عقدت في العام (2000) بجانب رئيس عربي... وبذات الطريقة التي كان يتحدث بها أبي أتحدث معهم.. ويسألونني وأجيبهم, كان أبي يفرح حين نسأله عن سيارته (الأوبل مانتا) والتي ليس لها أخت في الكرك – على حد وصفه – وهم يسألونني أيضا عن أول سيارة اقتنيتها وهي (فوكس فاجن)... وأعبر لهم عن اعتزازي بها...
أمس ونتيجة للشتاء, تذكرت أبي... وأنا مثله لي حقيبة خاصة احتفظ فيها بصوري وذكرياتي القديمة وأخرجها في أيام الشتاء.. وفي لجة الحديث والشرح سألني ابني الأصغر سؤالا غريبا وهو يشاهد صوري القديمة سألني: (ليش يا بوي زمان كل الزلم كان الهم شوارب)... حقيقة لم اعرف ماذا أجيبه, جميع صوري القديمة.. كان يظهر بها أصدقائي وتكسو وجوههم الشوارب.. حتى أنا كان شاربي مثل (المسطرين) ممتداً وطويلاً.. ما الذي تغير لا أدري!
لم أعرف ماذا أجيبه لكني تذكرت حديث أبي لي والمتعلق بشهادة الصف الثالث وقلت: (والله يا بوي انت بالثالث الابتدائي كنت شاطر.. بس لما كبرت صرت كسلان.. وهامل)..
الذكريات تصنع بعض الحنين، لكن لدينا الذكريات تصنع الألم للأسف..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/22 الساعة 06:04