«حظر النشر».. كيف تقنع الرأي العام باللجوء الى كل الأصوات سوى صوت الدولة؟.. هذا هو الحل السحري
مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون المحلية - كيف تقنع الرأي العام باللجوء الى كل الأصوات سوى صوت الدولة؟
وهل هناك طريقة ما نستطيع من خلالها حشر الرأي العام بعيداً عن كل الأصوات الرسميّة؟ او بمعنى آخر هل يمكن أن تنجح الدولة في اغتيال صوتها، وافساح المجال لكل صوت آخر معارض أو غير معارض.
هناك حل سحري، بكبسة زر. امنع النشر فيها.
هكذا: أعلن حظر النشر في قضية ما. ستستجيب وسائل الاعلام المنضبطة، أصلاً، ما يعني افساح المجال للأصوات الداخلية والخارجية غير المعنية أصلاً بقرار حظر المنع.
على حد تعبير أحد الأصوات الخارجية: "أهلاً وسهلاً بقرار المنع، فقد زاد صاحب القرار عدد متابعينا". وهذا صحيح.
هل ينطبق قرار حظر النشر على صوت في الخارج؟ لا
إذن ما الحكمة البالغة في أن يعلن عن منع النشر في قضية ما.
بعض المسائل. بعض الملفات ينجح فيها قرار منع النشر. شاب ارتكب فعلاً فتحولت قضيته الى رأي عام ثم تحولت الى جدل يوشك أن يهدد امن المجتمع. أو قضية ما يخشى من تناولها ان تؤثر على التحقيقات.
لكن أن يكون هذا الإجراء المتبع دائما وابدا فهو نمط تقليدي في قضايا يعرف القاصي والداني ان مجرد الإعلان عن منع النشر انما هي دعوة لتحويل الرأي العام لمن لن يستجيب لهذا المنع، وتحديداً عند الأصوات الخارجية.
وكأن قرار منع النشر يقول للناس: هاكم استمعوا الى الأصوات التي لا نريدكم أن تستمعوا لها.
يخفون رؤوسهم وكل ظنهم ان الجميع بات لا يرى. هذا قرار منع للأصوات التي تريد الدولة أن يستمع الناس لها.
