اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

هدى زعاترة تكتب: لم يستوصوا بنا خير يا رسول الله

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/23 الساعة 16:26
مدار الساعة,مستشفى الجامعة,الامن العام,الاردن,حادث,وفاة,قانون,

كتبت هدى زعاترة

امس صرخات احلام وقبل امس اسراء غريب واليوم فتاة مستشفى الجامعة ، ماذا عن ضحية الغد ؟

اصبح العنف ضد المرأة امر روتيني خالي من ادنى اجراءات الحماية لها ، اليوم مديرية الامن العام تقوم بمداهمة فارضي الاتاوات والقاء القبض عليهم واخلاء الشارع الاردني من بطشهم ، للحفاظ على امن وحماية المواطنين في الخارج ، ماذا عن امنهم في الداخل ؟ ماذا عن فارضي الاحكام والمجرمين في المنازل ؟

بين فترة واخرى تتصدر جرائم العنف والانتقام من المرأة النشرات الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي ، تهب قضية رأي عام عند سماع قصة فتاة معنفة لبضع ايام ثم بعد ذلك تتلاشى شيئا فشيء دون ايجاد أي حل ينصفها ، يختفي صوت الاعلام عن روايتها ، تعود الحياة الى ما كانت عليه قبل سماع القصة ، تخفى وكأن يد المجرم تمسح تفاصيل جريمته بدءا من مكان وقوع الجريمة الى ان تطول مسامع الناس .

تفاصيل مؤلمة خالية من الانسانية لضحية جديدة هزت بوحشيتها الشعب الاردني ، لفتاة تبلغ من العمر عشرون عاما تعرضت للتعنيف من قبل اشقاءها بتاريخ الرابع والعشرين من كانون الاول ليعلن عام الفين وعشرين نهايته بأبشع جريمة على الاطلاق لا يمكن للعقل البشري تصورها او رسم مشاهدها اللآنسانية

لم يشفع قلب اخيها لها ، لم يكترث لصرخاتها ، لم يذكر أي موقف جمع طفولتهم سويا ، لم يتألم لالمها وهي تنزف وترجوه ان يتوقف عن ضربها ، آية .. التي كان لها من اسمها نصيب لتكون اليوم اية ودليل على مجرمي المنازل .

تعرضت الطالبة المعنفة او كما وصفت ب " فتاة مستشفى الجامعة " على مواقع التواصل الاجتماعي ، للضرب المبرح على يد اخوتها الذكور انهالوا عليها بالضرب المبرح بأدة حديدية حادة على رأسها الامر

الذي تسبب في نزيف ، ثم قاموا بربطها بجنازير حديدية بالحمام بنزفها وجروحها الغائرة ، بعد ان نزعت اخر ذرة من الشفقة في قلوبهم اتجاهها .

تحت الحاح احدى افراد الاسرة من الاخوات التي نالت هي الاخرى نصيبها من الضرب بعد محاولتها فك اختها من قبضة الاخ ، تحت الحاحها واصرارها وبكاءها وتضرعها ثم تهديدها لهم بالابلاغ عنهم ، تم نقل ايه الى المستشفى .

وبعد ان اجمعوا على اخفاء ملامح جريمتهم ولمدة ثلاث ساعات لترتيب سيناريو لما سيتم قوله في المستشفى عن سبب الجروح القاتلة على جسدها ورأسها ، تم الاتفاق على ان ايه تعرضت لحادث وقوع في الحمام تسبب لها بنزيف في الرأس ، الامر الذي يذكر ان ايه بقيت مربوطة بالحمام بنزيف رأسها لمدة يومين ، الامر الذي تسبب لها بتسمم الدم ، وعطب المناطق المسؤولة عن الادراك والنطق في الدماغ .

حالة الفتاة من الحالات ذات الاصابات المتعددة وليست من الاصابات المنعزلة أي انها تعاني اكثر من اصابة ، حيث تعاني من اصابات متعددة وكذلك اصابة دماغية شديدة ، وتعاني من اغماء تام ومستوى وعي متدني جدا مما استلزم وضعها على جهاز التنفس الاصطناعي ، تم ادخالها الى غرفة العمليات وجرى تفريغ النزيف الدموي في الرئتين الى جانب جراحة معقدة للدماغ ازيل فيها عظم الجمجمة لتخفيف الضغط على الدماغ وتورمه ومنع حدوث الوفاة نتيجة الموت الدماغي .

ادارة حماية الاسرة تعاملت مع القضية منذ شهر واحالت شقيقها للقضاء وللحاكم الاداري ، الام والاخوة والاخوات اسقطوا حقهم الشخصي وحق اختهم ، اما الحق العام تم دفع كفالة بخصوصه وبذلك تحول المجرمون الى احرار لا يمكن المساس بهم بعرف القانون الاردني .

ايه ما تزال منذ شهر الى اليوم ترقد على سرير الشفاء لا يسمع لها حسيسا ، ترقد بكل الامها بحق مهضوم وبمستقبل مشوه الجسد والذاكرة ، لا حول لها ولا قوة مهددة بفقد حواسها وبأكمال حياتها عاجزة على كرسي متحرك ، بالوقت الذي يقف فيه المجرمون امام باب غرفتها ينتظرون موتها ، ليختفي اخر دليل على جريمتهم وينسوها الناس .

ايه ليست الاخيرة ، الى متى سيبقى المجرمون احرار ؟ متى سيتم ردعهم واخذ اشد العقوبات بحقهم ؟

ماهو العار الذي يغسل بهذه الطريقة ؟ يبقى المجتمع متخبط برأيه وهناك الكثير من الاسئلة هل هي جريمة شرف ؟ ام ان الاخ متعاطي للمسكرات والمواد المخدرة حتى انه قام بفعلته هذه دون ان يشعر ؟

اخذت قصة الفتاة حيزا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين للمطالبة بأشد العقوبات ضد اخوتها ، منهم من كان غاضب ومنهم من كان مؤيد للاخ ، يجب اجراء اشد العقوبات بحق كل من يحرض او يشجع على القتل عبر تعليقاته على مواقع التواصل الاجتماعي ، اسألة استنكارية كثيرا فهل من مجيب ؟

ارقدي عزيزتي .. ارقدي بسلام .. فعند الله تجتمع الخصوم .

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/23 الساعة 16:26