اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

سلام الأسعد تكتب: وصيةٌ من السماء

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/20 الساعة 15:23
مدار الساعة,

بقلم سلام الأسعد

قلتُها لكِ وأنا في الأرض وها أنا أُكررها في السماء

(إن لم تكن ذئباً أكلتكَ الذئاب)

دعيهم يقولون و يفكرون يا أسمى ما يشاءون

هم لا يعلمُون الفاسقون من النُبلاء ...

هل هم اللهَ ليسمعوا ماذا تقول أنينُ

الصدورِ وهي وحيدةٌ في الخلاء...

ما بكِ ضعيفةٌ حزينةٌ يا وردتي هزيلةٌ،

كأنكِ طفلةٌ وحيدةٌ تائهةٌ في الصحراءِ

قد حان موعد الاستيقاظ من السُبات..

من قال لكِ إني فرحٌ سعيدٌ وأنا أسمعُ

صوتُ صُراخكِ و بكائكِ ونوحكِ للسماء

انهضي يا كل أسمائي...

فأنا من المستحيلِ أن ارجعَ يوماً إلى الوراء

فلتنهضي لتركضي وحدُكِ في سباق الحياة

والآن لا يمكنني تكرارُ لعبة الحياة فلتبقي بعيدةٌ عن الخطوطِ الحمراء

لكي لا تسحبُكِ للوراء

والعقلُ والمنطق هُم من لهم حريةُ الاختيار

وانا اعلم يا رفيقة الدربِ أن لديكِ الكثير

من الحكمةِ والقوةِ والدهاء

لطالما كُنتِ يا عزيزتي ظهري

ومصدرُ إلهامي..

الحياةُ مقامرةٌ لا تجعليها تسببُ لكِ الإدمان

وإن استطعتي أن تجتازي فيها المرحلة الأولى بأمان، ستعتادُ روحكِ على السعادة و السلام..

وقتُ اللعُبةِ محدودٌ إنطلقيِ..

وإياكي أن تخافي بضَغَطي على زرُ الزِناد..

واضغطي بقوةٍ وإصرار ..

فلا تحزني على البنون والأملاك..

ما دامَ هُناك ربٌ في السماءِ يرعاك

وروحي تحاوطكَ من جميع الاتجاهات..

فأنتِ أكبرُ بناتي فقد كبرتي و ترعرعتي بين ضلوعي و أحضاني.. عشنا نصف دهرٍ ما بين السعادةِ ومقاومة الآلام والتحدياتِ..

لطالما كُنتِ طفلتي الصغيرة القوية المتمردة

ذات عقلٍ وأفكار، ولا تُنصتي لمن يقول

إني عليكِ غضبان

يا حبيبتي لو كان بإمكاني العودةُ مرةً أخرى للحياة

لكررتُ حُبُكِ، وأخترتُ عيناكِ ألاف المرات


لقد أجبرتُ صغيرتُكِ على دراسةِ الصحافة

أجبرتُها بكراهية وعُنفِ لم أقصد بها الإهانة

ولا لتتناقل الأخبار الكاذبة البائسة

بل حلمتُ بأن تكون حمامةَ السلام،، لتتمكن

من فهم وايصال رسائل السماء..

وتغيير بعضٌ من غباءِ المعتقدات السائدة الرائجة بين العربُ الجهلاء وأولوها أَن بإمكان الفتاة أن ترفع علمَ أبيها بعزٍ و فخرٍ وترفرف به عالياً في السماء

وأنا سعيدٌ أبو البناتِ ...

كيف لا أفهمُ هذه الطفلةُ الشقيةُ المجنونة

وهي من دمي..امتزاجُ لسعيدٍ بأسماء

إكتسبت نظرتُكِ للفنونِ والجمالِ والأزياء

أكملي لها مسيرتُك

وعلميها معنى الهدوء والحكمةَ والذكاء

فأنا اهديتُها قلمي وأحلامي وجنون أفكاري

وقوةَ عزيمتي و إصراري

نقلتُ لكِ رسالتي يا بنُيتي

وكوني لبيبةٌ تفهمُ بالإشارة

قفِ و حاولي وإن تعثرت خطاك

شرفُ المحاولةِ يكفيكِ وإعلمي أن روحي

سعيدةٌ فخورةٌ بعزيمتكِ وإصرارك

و على صدقِ مشاعرك

فالإصرارُ على النجاحِ بعد الفشل هو النجاح

ولتسقِ وردتي الحبيبةُ في كل يوم

واخبريها أن سعيد مشتاقٌ لصوتِها الرنان

مشتاقٌ إلى مداعبتها و إطلاقُ النُكات

اخبريها أني لن أكون سعيداً وانا أنظرُ إلى

وردتي الزيزاوية وهي تنحني و تبدأُ في الذبلان فلتُحييها يا بنيتي بسلاميِ و قبلاتي

واطلبي منها العفو و الغفران

أعلمُ أن قلبهُا أبيضٌ نظيف كقلبِ الأطفال

يغطيه وجهٌ مليئٌ بالثقةِ والبراءة وحسنُ الجمال

وانتظري رسالتي القادمة يا بنيتي فلنا لقاءٌ أخر.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/20 الساعة 15:23