اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

من دلالة قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/29 الساعة 10:05
مدار الساعة,

مدار الساعة - استهل الإمام ابن عاشور تفسيره لهذه الآية ببيان مناسبتها في السياق، فقال: “لما أرشد الله المؤمنين إلى تناهي مراتب حرمة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتكريمه، وحذرهم مما قد يخفى على بعضهم من خفي الأذى في جانبه، بقوله : (إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ) وقوله : (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ) الآية، وعلمهم كيف يعاملونه معاملة التوقير والتكريم … وعلم أنهم قد امتثلوا أو تعلموا، أردف ذلك بوعيد قوم اتسموا بسمات المؤمنين وكان من دأبهم السعي فيما يؤذي الرسول – عليه الصلاة والسلام – فأعلم الله المؤمنين بأن أولئك ملعونون في الدنيا والآخرة؛ ليعلم المؤمنين أن أولئك ليسوا من الإيمان في شيء، وأنهم منافقون لأن مثل هذا الوعيد لا يعهد إلا للكافرين.

فالجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً؛ لأنه يخطر في نفوس كثير ممن يسمع الآيات السابقة أن يتساءلوا عن حال قوم قد علم منهم قلة التحرز من أذى الرسول – صلى الله عليه وسلم – بما لا يليق بتوقيره”. وأردف هذا البيان بالكشف عن سر الإتيان باسم الموصول (الذين) في الآية، فقال: “للدلالة على أنهم عرفوا بأن إيذاء النبي – صلى الله عليه وسلم – من أحوالهم المختصة بهم، ولدلالة الصلة على أن أذى النبي – صلى الله عليه وسلم – هو علة لعنهم وعذابهم”.

وبين أن اللعن معناه: “الإبعاد عن الرحمة وتحقير الملعون. فهم في الدنيا محقرون عند المسلمين، ومحرومون من لطف الله وعنايته، وهم في الآخرة محقرون بالإهانة في الحشر وفي الدخول في النار”. وأما العذاب المهين فهو “عذاب جهنم في الآخرة، وهو مهين؛ لأنه عذاب مشوب بتحقير وخزي”.

وختم تفسيره للآية ببيان أن “القرن بين أذى الله ورسوله للإشارة إلى أن أذى الرسول – صلى الله عليه وسلم – يغضب الله تعالى فكأنه أذى لله. وفعل (يؤذون) معدى إلى اسم الله على معنى المجاز المرسل في اجتلاب غضب الله، وتعديته إلى الرسول حقيقة. فاستعمل (يؤذون) في معنييه المجازي والحقيقي. ومعنى هذا قول النبي – صلى الله عليه وسلم – من آذاني فقد آذى الله…”.


هذه المقالة تتبع سلسلة " من فرائد تفسير ابن عاشور"
من فرائد تفسير ابن عاشور لقوله تعالى (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا)
من فرائد تفسير ابن عاشور لقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}
من فرائد ابن عاشور لقوله تعالى: (رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ)
من فرائد تفسير ابن عاشور لقوله (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا)
من فرائد ابن عاشور لقوله (وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ)
من فرائد تفسير ابن عاشور لقوله تعالى: ( إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ )
من عقائد العرب في الجاهلية التي نقضها القرآن الحكيم
من فرائد تفسير ابن عاشور لقوله تعالى {وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: ١٠٩]
دلالة النهي عن السب في قوله تعالى : {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108]
دلالة “بَيْنَكُمُ” في قوله تعالى (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ)
دلالة الدعاء بالمغفرة في سياق قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا..} [الحشر:10]
من دلالة قوله تعالى {بَلْ بَدا لَهُمْ مَا كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ} [الأنعام: ٢٨]
من دلالة قوله تعالى:{يَتَخَٰفَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (*) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا} [طه:١٠٣-١٠٤]
من دلالة قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/29 الساعة 10:05