اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

العموش يكتب: كتل.. والولادة المتعسرة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/27 الساعة 23:53
مدار الساعة,اقتصاد,نواب,صورة,نعي,صحة,ثقافة,

كتب: د. سامي علي العموش

لا يختلف اثنان على أن هذه الكتل المتشكلة أصلاً يجب أن تعود إلى أسس حزبية مبنية على برامج واضحة تستطيع استقطاب الناس حسب ميولهم ورضاهم بناء على ما يؤمنون به من معتقدات سواءً كانت دينية أم اقتصادية أم اجتماعية أم غيرهاً، وهنا يكون للأحزاب المؤثرة دور كبير في هذه البرامج المتشكلة على مستوى الوطن وعندما يزداد تأثير هذه الأحزاب فإنها تقوم بتحويل هذه البرامج والتوجهات إلى عمل يناط بأشخاص يتم ترشيحهم للانتخابات النيابية يحققون ولو بنسب متفاوتة بعض التوجهات الحزبية والبرامجية..

إلا إن ما يلاحظه المواطن والمتابع لتشكيل هذه الكتل باستثناء بعضها والتي تعود إلى توجهات وقناعات سواءً كانت حزبية أو غيرها بحيث تمثل أجندة حقيقية ينطلق بها الحزب من خلال الأشخاص لتنفيذ وقياس مدى الرضا لدى الشارع العام لتعتبر هذه عبارة عن مجسات حقيقية لقياس الرأي العام بالنسبة لهذه البرامج والأحزاب، ومن الظلم أن نعتقد أن هناك كثيراً من الأحزاب مؤثرة باستثناء عدد قليل جداً منها القادر على التأثير في العملية الانتخابية واستقطاب الأصوات لصالحها وتجد كثيراً من الأحزاب تعي حقيقة الواقع بأنها غير قادرة على الوصول إلى الشارع سواءً لعدم قدرتها على الاتصال أو لعدم عمقها في الشارع أو لتوجهاتها أو غير ذلك، ولذا تلجأ إلى الواجهات العشائرية أو التكتلات الاقتصادية وغيرها....، ولكن قطعاً ما نشاهده الآن هي تشكل كتل هلامية استحقاقاً للعملية الانتخابية وما نشهده بعد ذلك بأن الدعوة لا تكون جماعية لكافة الكتلة وإنما لشخص أو يكون الشخص يدعو لانفرادية لنفسه من خلال مؤيديه وهذه سلبية كبرى في العملية الانتخابية فالأصل أن تكون الدعوة لكافة أعضاء الكتلة وبأن يكون الجهد جماعياً يعزز الكل.

إن هذه العملية من خلال تطبيقها ستفرز نواباً أحادي اللون يمثلون توجهاتهم وقدرتهم على التأثير في الشارع بناءً على الصورة أو الانطباع المتكون عن الشخص المترشح وليس بالضرورة أن يعكس ذلك صورة الكتلة، وهذه قضية لابد لنا من التوقف عندها لبيان واقع الحال، أهو تشكيل هذه الكتل بناء على قناعات وبرامج؟ أم حشوة؟ كما يقول الكثيرون، إنني أعي طبيعة الظرف الذي نعيش ولكن الأصل أن يكون التوجهات جماعية للكتلة بناءً على تشكيلها بحيث تكون لها برامج يمكن تسويقها والتعاطي معها بناءً على واقع الحال والظرف الذي نعيش، وإن الإفرازات القادمة في غالبها لن تكون على أساس الكتل وإنما على أساس قناعات الأشخاص ضمن الكتلة الواحدة لهذا أو ذاك، وعليه طالما أن هناك الكاريزما في كل كتلة ستفرز أصواتاً ضمن الكتلة الواحدة للشخص الذي يمارس الدور القيادي في هذه الكتلة ويصبح التنافس فردياً على المدى البعيد وليس كتلاً وقادم الأيام سيثبت صحة ذلك باستثناء جهة تمتلك أصواتاً بناءً على توجهات حزبية لتشكل كتلة تمثل رأياً معيناً من الشارع إلا أنها لا تشكل الكل، وهنا أكرر بأن هذه العملية الديمقراطية ستفرز في قادم الأيام بعد تواجد ثقافة مجتمعية جديدة في قادم الأيام توصل الأفضل والأصلح بناءً على متطلبات الواقع التي تفرض علينا بكل جدية وشفافية المشاركة لاختيار الأفضل، حتى لا نلوم أنفسنا في الأيام القادمة، فالإحجام لا يعني القوة؛ وإنما يعني إعطاء فرصة للخصم لتسجيل نقاط يكون لها القدرة على إفراز ما تريد هذه الفئة أو تلك.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/27 الساعة 23:53