اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

حسين الرواشدة يكتب: لسنا يتامى لنبحث عن آباء جدد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/17 الساعة 09:11
مدار الساعة,منح,

هذه نقطة نظام، لم أجد بُدّاً من تسجيلها في هذا المقام، فلقد انشغلنا على مدى الأعوام المنصرفة بالاحتفاء بمواقف إخواننا الأتراك، والتهليل للفتى الشجاع (اردوغان)، ولم تكن – بالطبع – إيران غائبة عن (موالد) الإعجاب، بمعنى، أن عيوننا العربية ظلت – منذ أن سقطت بغداد إلى ان انشغلنا بالربيع العربي الذي أربكنا – مفتوحة على خيارين: اسطنبول او طهران، وكأن (المهدي) المنتظر سيخرج فعلاً من هذين البلدين.

أخشى ما أخشاه – مع الاحترام لمواقف إخواننا المسلمين أينما كانوا – أن يعتقد بعضنا بأن مهمتنا – كأمة عربية – قد انتهت، وبأننا استرحنا من هموم فلسطين وقضيتها، وبان بمقدورنا – الآن – ان نضع رجلاً فوق أخرى، نراقب ونتفرج على همومنا الداخلية فقط، ونطمئن مجتمعاتنا بان غيرنا قد تولى (أمانة) المواجهة والتحرير، وبأن (العناية) الإلهية قد تدخلت فأعفتنا – بعد سبعين عاماً – من هذا الواجب الثقيل.

لا يخطر في بالي أبداً أن اقلّل من الانجاز التركي – مهما تكن دوافعه – فهو انجاز للشعب التركي وليس لنا بالضرورة، ولا ان أدعو لفرض (سياج) من العزلة حول قضايانا التي لم تعد قضايانا لوحدنا، او لرفض الأيدي التي تمتد لمساعدتنا، او – حتى – للتخويف من هذا الاستقطاب الذي يحاول ان يملأ فراغاتنا، كل ما أريده هو التحذير من (اعتماد) الآخر، تركياً أكان أم إيرانياً أم غيرهما، بديلا عنا، او كخيار يلغي خياراتنا، او (كوكيل) يتحدث بالنيابة عنا، ويقاتل ويواجه خصومنا فيما نكتفي نحن بالتصفيق، او التعليق او الدعاء لمن يتولى الدفاع عنا بالتوفيق والسداد.

صحيح أن هؤلاء الذين يتدافعون اليوم لنصرتنا ليسوا (غرباء) فنحن نتشارك معهم في الاطار الحضاري الواحد، والمصير الواحد، وثمة مصالح ومنافع ومبررات مشروعة تجعلهم يقفون معنا، ولكن الصحيح – ايضاً – انهم يتحركون انطلاقاً من أولوياتهم، لا من أولوياتنا – وان كانت احياناً مشتركة – وانهم يحتاجون الى دعمنا لادعائنا فقط، كما أننا – ايضا – لسنا يتامى لنبحث عن آباء جدد، ولا (مقطوعين) من شجرة لنحتفي (بالإبطال) القادمين وراء البحار.

تخطئ امتنا العربية كثيراً إن هي اعتقدت بان (المهدي) المنتظر سيأتي من أرحام الآخرين لا من رحمها، او تصورت بان هؤلاء الشرفاء الذين ضحوا بدمائهم او أموالهم من اجل (فلسطين) منحونا (إعفاءً) نهائياً من العمل والنضال والتضحية، وتخطئ – ايضاً – ان هي استسلمت (لخيارات) القدر التركي او الإيراني او غيرهما واستقالت من خياراتها، فهذه (الأكتاف) الانسانية (تقاوم) معنا صخرة الاحتلال ولا (تقاوم) بالنيابة عنا، وهذه الأصوات الغاضبة التي خرجت من حناجر الملايين من البشر احتجاجاً على (الاحتلال) تريد ان تسمع صداها في آذاننا، لأننا مسؤولون أيضاً عما حل ببلادنا المحتلة(وما أكثرها!) من مآس ونكبات، وهذا الامتحان الذي اجتازه غيرنا من المدافعين عن مصيرنا بنجاح هو امتحاننا الذي سقطنا فيه، ويفترض أن نتعلم منهم لكي نجتازه مرة اخرى. الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/17 الساعة 09:11