الحراك صوب سوريا

د.محمد يونس العبادي
مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/13 الساعة 07:42

في خضم مشهد معقد في سوريا، يتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم، ولكل فريق وجهة نظره، نحاول في الأردن، وبمعية الأشقاء العرب صياغة مقاربة تفتح الأبواب على سوريا.

واستكمالا لاجتماعات العقبة التي باكرا وضعت الأسس للمقاربات مع دمشق الجديدة، وصاغت شكل الدور العربي المرتقب عبر حديث المقاربات، عقد في الرياض اجتماع بزخم وحضور دولي جيد، يريد لسوريا أن تتجاوز التحول الذي مرت به وبأقل درجات الخسائر.
هذا التقدم في الطرح عربيا، هو أمر جيد، ينوع خيارات سوريا الجديدة، ولا يبقيها عالقة في مشاريع وأنصاف مشاريع المنطقة، خاصة وأن الدول العربية اليوم، تدرك أن المنطقة لا تحتمل اي انفجار في ضوء أعباء كثيرة، وبينها مرحلة ما بعد الحرب على غزة، وتنصيب ترمب المنتظر.
إن المقاربات العربية حتى اللحظة صاغت موقفا مع دمشق، وحددت شكل العلاقة معها على قاعدة تقاطع المبادئ في عدم التدخل بشؤون الآخرين، والتنبه لمعالجة قضايا نصف قرن وأكثر من تركة النظام السابق، وغيرها.. بالأصل السوريون مشغولون اليوم بمشروع كبير لإعادة بناء دولتهم، وترميم مجتمعهم بعد موجات اللجوء والعودة، وغيرها من قضايا هي بحاجة إلى ورشة عمل كبيرة، وقد تمتد لسنوات.
أردنيا، أسست عمان المقاربة مع سوريا الجديدة، ونجحت في تكوين جسر عربي يسند سوريا الجديدة، ويساعد شعبها بداية على استرداد ذاته التي غابت عنه في السنوات الأخيرة.
وهذا الحراك ملأ الدور المطلوب عربيا، والباقي هو الدور الدولي، وحراكه صوب دمشق بدأ بالتشكل مع تقاطر مسؤولين أوربيين وأميركيين إلى دمشق.
هذا أمر جيد يخفف من الأعباء على الدبلوماسية الأردنية، التي تتحرك صوب قضايا أخرى على رأسها مسألة الحرب على غزة، وصعود اليمين المتطرف في إسرائيل، وحتى اللحظة يفشل الوسطاء في صوغ مقاربة تنهي هذه الحرب التي عمقت من مأساة الغزيين.
نعم، تغير وجه المنطقة كثيرا، وما كان يصلح في السابق لم يعد صالحا اليوم، ولكن في ضوء كل هذه التحولات نجحت الدبلوماسية الأردنية بالتعاطي معها، وضمن مبادئنا الأردنية وعمقنا العربي.
والمقبل أيضا، هو تحولات تحتاج إلى مزيد من العمل، خاصة وأن أجندة الإدارة الأميركية المقبلة غير واضحة، وهي تتواتر.. ولكن ما يهمنا هو تخفيف الأضرار، والعدالة لقضية فلسطين.. وصون الأردن.

مدار الساعة ـ نشر في 2025/01/13 الساعة 07:42