ما بعد الانتخابات الأميركية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/10 الساعة 07:16
بعد انتخابات الرئاسة الاميركية تقدم الحزب الجمهوري مكتسحاً البيت الأبيض والكونغرس في شقيه معاً، وتصويت شعبي منقطع النظير لصالح هذا الحزب الذي يقوده الرئيس اليميني المُحافظ دونالد ترامب الذي ركَّز في حملته الانتخابية على الاقتصاد واهمية تحسين المستوى المعيشي، والهجرة وإبعاد كل المُهاجرين غير القانونيين وإعادة أميركا عظيمة كشعار رئيس طرحه الحزب في الحملة.
ومن اسباب هزيمة الحزب الديمقراطي أن المرشحة هاريس هي ظل للرئيس جو بايدن الذي تراجع الاقتصاد في عهده، ناهيك أن الحزب لم يعطَ فرصة مُسبقة للاختيار وتجديد قيادته إذ أصر بايدن على الترشح إلى الأشهر الأخيرة مما قلَّل من فرص مُرشحة الحزب في التقدم باستثناء استطلاعات الرأي غير الدقيقة واعتمادها على الأقليات لكن الواقع كان غير ذلك، وبكل الأحوال فإننا أمام رئيس جديد مُتمرس يعرف ماذا يريد ولديه الأجندة الخاصة به واتجاهه الايديولوجي يعطينا الملامح الاساسية للفترة القادمة.
أثناء الحملة الانتخابية ادعى ترامب انه لو كان موجوداً لما حصلت هذه الحروب، وأنه سيسعى لإنهاء كل من حرب أوكرانيا، والحرب في الشرق الأوسط، وباعتقادنا هذا لن يحدث إلاّ بعد التنصيب الرسمي في 20/1/2025. وهذه الفترة سيتم استغلالها من قبل الحكومة الإسرائيلية للإمعان في الإبادة والمجازر والتدمير المُمنهج في الجنوب اللبناني وقطاع غزة، وسوف يُصعّد نتنياهو العمليات العسكرية في الجبهتين لإيلام الجبهات الداخلية الداعمة للمقاومة وإيجاد الشرخ الذي يريده بأن تكون المقاومة معزولة شعبياً، وفي النهاية القضاء على كل أشكال المقاومة في لبنان وغزة والضفة الغربية لأن أحد أهداف حرب النهضة كما يُسميها هو انتهاء المقاومة ضد دولة الاحتلال، وإعادة احتلال القطاع والضفة وضمهما لإسرائيل، وقد أشار دونالد ترامب في حملته الانتخابية إلى أن مساحة دولة إسرائيل صغيرة ولا بد من توسيعها كيف لا وهو الذي اعطى السيادة لإسرائيل على القدس والجولان واعترف بأن القدس هي العاصمة الأبدية لاسرائيل، والسلام الذي ينشده هو السلام الاقتصادي، والسلام مُقابل الأمن وليس السلام مقابل الأرض، وسيسعى لاحياء «صفقة القرن» والاتفاقيات الإبراهيمية والتوسع في التطبيع مع اسرائيل وقبولها كدولة اساسية في المنطقة يجب الانفتاح عليها، واذا كان للفلسطينيين شيء انما هو حكم ذاتي تحت السيطرة الاسرائيلية وعلى الجميع القبول بالدولة العبرية كدولة مهيمنة سياسياً واقتصادياً، وعسكرياً، وتكنولوجيا.
إن هناك تطابقاً ايديولوجياً بين الرئيس الاميركي القادم ورئيس وزراء اسرائيل ومن هنا سيسعى دونالد ترامب الى تمكين اليهود من كامل ارض فلسطين التاريخية وبعد الانتهاء من قوى الممانعة لا يوجد احد يختلف معهم في التطبيق للخطط المرسومة للمنطقة ولكن يمكن الزيادة عليه واضافة شروط ومطالب جديدة تخدم الوجود الصهيوني في المنطقة والعالم.
إن الفترة القادمة بحدود الشهرين لن يقدم نتنياهو أي تنازل لصالح جو بايدن ولن يعطيه الفرصة لتحقيق وقف اطلاق النار او اي اختراق سياسي وسيترك هذه المنفعة لصديقه دونالد تراب وعليه فإن القادم اصعب واقسى مما سبقه وان المُر لن يمر.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/11/10 الساعة 07:16