المشاقبة يكتب: الدبلوماسية الأردنية

أ. د. أمين المشاقبة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/05 الساعة 08:58
الأردن هو الأقرب لفلسطين جغرافياً وتاريخياً وديموغرافياً، ومنذُ ما يزيد عن 75 عاماً من عمر الصراع والأردن لا يألواجهداً في نصرة الأشقاء على جميع الأصعدة، فالراحل العظيم الحسين بن طلال يقول من قدم لفلسطين اكثر مما قدم الأردن فليظهر نفسه، الشهداء تلو الشهداء، والاسناد تلو الاسناد ولم يبخل الشعب الأردني على الشعب الفلسطيني بشيء، ونتيجة للحروب احتضن الأردن جزءاً من الشعب الفلسطيني في الأعوام 1948 و1967 ونتيجة للوحدة بين الضفتين تم منح الجنسية الأردنية لما يزيد عن 5ر2 مليون فلسطيني فهم جزء أصيل منّا، وفي غمرة أحداث غزّة الأخيرة لم تقف ماكينة الدبلوماسية الأردنية فهي في تحرك دائم بقيادة الملك عبدالله الثاني، وها هو الملك يتحرك ويتنقل من دولة إلى أخرى ساعياً لابراز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، وقد أعلن الملك في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن بضرورة وقف إطلاق النار في غزّة، وتسهيل وصول المساعدات، والضرورة للبدء في مسار حقيقي صادق لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف فالملك يدعو الى إنهاء الكارثة الإنسانية بغزّة، والتحرك الفوري لوقف دائم لاطلاق النار، ويرى أن هناك عواقب وخيمة وخطيرة لأي هجوم على مدينة رفح وذلك حماية للمدنيين الذين نزحوا، وتوفير المساعدات دون عوائق، ويدعو الملك دوماً إلى وقف هجمات المستوطنين المتطرفين بالضفة الغربية، وأن الضرورة تدفع باتجاه تكثيف الجهود لوقف التصعيد والأعمال الحربية في المنطقة برمتها، وتستند دبلوماسية الملك الى احقاق السلام وأنه لا سلام ولا استقرار بالمنطقة دون حل الدولتين والاعتراف بالحقوق المشروعة والقانونية للشعب الفلسطيني، واهمية مواصلة دعم الاونروا باعتبارها شريان الحياة لما يزيد عن مليوني فلسطيني في غزّة، بالاضافة لدورها الاساسي في رعاية وخدمة اللاجئين في مناطق عديدة في الشرق الأوسط، والأردن مستمر بدوره في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ويركز جلالة الملك على ضرورة ايجاد أفق سياسي طويل المدى لتحقيق السلام العادل والشامل، وأهمية الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، وعلى هذا الأساس وقَّع الأردن اتفاقية السلام عام 1994، وهناك تقدير دولي عام للموقف الأردني المستمر في دعم السلام والاستقرار في المنطقة، فالأردن يقوم بدور محوري في المنطقة عموماً وفي فلسطين التاريخية خصوصاً وعلى سبيل المثال لا الحصر، يقول الرئيس الإيطالي ميلوني اننا نقدر الدور المحوري للأردن في ايصال المساعدات الانسانية للقطاع. هذا ويرفض جلالة الملك تصفية القضية الفلسطينية على حسابه، ويرفض قطعياً عملية تهجير الفلسطينيين إلى أي مكان. إن الدبلوماسية الأردنية التي يقودها الملك ثابتة تنطلق من خدمة المصالح الوطنية الأردنية، والمصالح العربية، فهي دبلوماسية متوازنة معتدلة بعيدة عن اي شكل من اشكال التطرف والإنحياز، فالأردن يلعب دورا مركزيا في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأكثر موثوقية ومصداقية، ضمن امكانياته وقدراته، ويسعى الأردن في دبلوماسيته الهادئة إلى التعاون والتنسيق مع الدول العربية كافة وخصوصاً دور الجوار الأردني، والوصول الى توافقات تخدم المساعي العربية والأردنية، هذه هي الدبلوماسية الأردنية الواثقة في تعاطيها مع كافة القضايا الراهنة، ويقول العديد من الدبلوماسيين والزعماء الأجانب اننا نتعلَّم دوماً من الملك حين يتحدث عن قضايا المنطقة، فالملك يقود دبلوماسية ناجعة، ومثمرة وحراك مستمر من أجل الأردن والقضايا العربية. ــ الراي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/05 الساعة 08:58