جودة يكتب: يا شفير ادعس بنزين ...

كيف ممكن تصنيف دولة سياحية ذات مقومات مهمة تاريخيا و جغرافيا و علاجيا و ترفيهيا اذا لم تكن لديها القدرة على ايصال الزائر الى كافة المناطق المراد ايصاله اليها ؟!

عندما خرجت ايطاليا من الحرب و حيث يعرف الطليان قيمة بلدهم السياحية و التجارية والصناعية قرروا وصل كل المناطق المهمة ببعضها بواسطة شبكة من الاوتوسترادات الحديثة على طول البلد وعرضها مما سيزيد من سرعة و سهولة التحرك بين المواقع السياحية والصناعية والتجارية.

ولما كان حجم الاستثمار مرتفع جدا خاصة لدولة قد خرجت للتو من الحرب فقاموا بعمل استفتاء بان تقوم الدولة بالاقتراض لتشييد هذه الطرقات الهامة على ان تقوم بجباية المال الضروري لهذه المهمة من كل من يستعمل هذه الطرقات لأي غرض يريده . ففاز الاستفتاء بأغلبية ساحقة و انطلقت عملية شق الطرقات والتي ساهمت بالنهضة العظيمه التي شهدتها البلاد وقتها.

الفكرة بأن يكون هناك مداخل ومخارج كالموجودة في مواقف سيارات المطار حتى تتضح الفكرة , من يدخل لاستعمال الطريق السريع و كأنه يستأجره من الحكومة مقابل مبلغ يحسب اوتوماتيكيا عند الخروج حسب عدد الكيلومترات المقطوعه . لو فرضنا ان سعر ايجار الكيلومتر 5 قروش والمركبة متجهة من عمان الى العقبة 300 كم . 300*5 = 1.500 يعني 15 دينار تدفع عند الخروج , ماذا يستفيد السائق من استعمال الاوتوستراد (الطريق السريع) اكيد انه باتجاه واحد وطريق عريض سوف يرفع المرور السرعة الى 130 كم/ساعة مثل ايطالي وهذا يؤدي الى الوصول بأمان و بوقت اسرع الى المكان المطلوب وحيث تكون هناك مخارج لكل المدن او المناطق القريبة من الطريق يستطيع كل من يريد استعمال الطريق بالايجار ليصل بصورة اسرع واسهل وهذا سوف يسهل الاعمال التجارية ايضا.

وجود الاستراحات مجهزة بكل مايلزم مع محطات الوقود والمطاعم والمقاهي واماكن الصيانة للعربات

و السوبرماركت وغيره وخاصة الحمامات الواسعة والنظيفة و المراكز الطبية للتدخل السريع سوف تغري الجميع لاستعمال هذه الطرق و تصبح تكلفتها لا تذكر وعدا عن انها سوف تخلق فرص عمل كثيرة جدا في كل هذه المرافق.

طبعا الباصات و حافلات النقل و البضائع تدفع اكثر من السيارات وهذا طبيعي. يجب عمل حسبة كم سيارة و نقل و باص يستعمل هذا الطريق مثلا من عمان الى العقبة مع كل المداخل و المخارج على طول الطريق فيتم حساب المبلغ المتحصل من قبل الدولة واكيد سوف يكون جدا مرتفع وسوف يكون بالملايين ولو فرضنا ان احدهم قرر العمل بهذه الفكرة اكون انا اول المستعملين لهذا الطريق من خلال تجربتي العملية في اوروبا على مدى 40 سنة.

إقرأ أيضاً: