الأردن.. لا تختبروه
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/15 الساعة 01:09
بداية القول، إن من يراهن على الأردن، وأمنه، وسيادته، وأمن إنسانه وأرضه، أو يحاول اختبارها بمقوماته كافة.. فهو لم يعرف الأردنيين بعد.
جاء الرد الإيراني «المبرمج» مثل سيناريو متفق عليه، والحصيلة «طول سلامة مربع». وبين شرقٍ وغربٍ.. أراد البعض من الأردن أن تكون جغرافيا وحسب، وطرفي النزاع أرادوها تبادلاً لأدوارهم، على حساب أيّ ساحةٍ.. ونحن لسنا بساحة، ولم نكن يوماً، يعرفنا جيراننا سواءً من هم قربنا أم البعيدين عنا.
فنحن أمام مسرحٍ بات معد الترتيب مسبقاً، ويبدو أن النصف عامٍ الأخير، كشف الكثير، وأكثر ما كشفه أن الأردن عزيز وقوي بالأوفياء من أبناء وطنه، حيث نتعامل اليوم مع تصعيدٍ مفهومة أسبابه ظاهراً، ولكن العلة في مراميه الباطنية، لذا فنحن أمام هذه المعادلة مطلوب منا أن نكون أكثر التفافاً حول هذا البلد.. قيادةً وأرضاً، وجيشاً.
فمن الواضح أن البراغماتية هي من سمة باتت تحكم المعادلة في الإقليم، وكل يريد «سلامة رأسه».. فنتناهو يريد نهاية لحربه تكون محفوفة بالتعاطف مع إسرائيل، ويريد غسل الصورة البشعة التي اقترفها في قطاع غزة، وطهران بعد الضربة الأخيرة تريد خطوةً ترضي بها الداخل، خاصة وأن الضربة التي تلقتها بدمشق قاسية.
وما بين التفاصيل، هناك سطور أخرى يكتبها أطراف في الصراع، وكل يحمل نوايا لا تنتهي، وهذه السياسة ولعبتها مفهومة.
والأردن اليوم، وسط هذه «الدوامة» التي يختلط فيها الحابل بالنابل، ورغم «تشابه البقر» عليه أن يعظم من مصالحه، وما يحمله من قيمٍ صادقة المعنى والمبدأ، بعيداً عن «الشعارات الفضفاضة»، فسماء هذا البلد، وأمن إنسانه، ودوره، وقيمه، وما يسعى إليه من خيرٍ لفلسطين وللإنسان العربي، هو مثلٌ وقيمة تزعج هواة المشاريع وأصحابها.
نحن في هذا البلد، مؤمنون بأن وحدتنا وقوة جيشنا، وجهود مليكنا، وما نقدمه من نهجٍ ومنهجٍ، ودور يناصر الحق، هو في صميم ما تأسس عليه هذا الوطن.
تأمل ليلة «الرد» وما تخللها وتبعها، تؤكد بأنّ كثيرين من حولنا ومن بين ظهرانينا، لا يدركون بأنّ المسألة أعمق.. وهي براغماتية غير بريئةٍ في تحركاتها.
الأيام القادمات، ستحمل الكثير خاصة في المقاربات ولكل له غاية، وغايتنا في هذا البلد هي صونه، وإبقاءه قادراً على التعبير عن أصدق ما يحمله أبناءه وقيادته من معانٍ صافية.. لم تغيرها تقلبات، ولم تؤثر بها تحولات جميعها عبرت.. وبقي هذا البلد بحضوره، وبصدق ما أسس عليه.
دامت رماح جيشنا العربي، ودام عز مليكنا، ودام الأردن بالمخلصين عزيزاً.. أما الآخرين ممن يهدرون على غير صالحٍ أو نتيجة فنقول لهم لا تختبروا الأردن، فحواف هذا البلد نار حارقة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/15 الساعة 01:09