الأردن.. بقيادته رصيد لأمته وللقضية الفلسطينية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/01 الساعة 05:42
تمر المنطقة بلحظةٍ فارقةٍ، وإشكالية أي لحظة فارقة أردنياً، هو وجود تيارات تحاول اختباره، إما لمرامٍ في نفسها، أو لرواسب كنا نظنها انجلت، أو لارتباطاتٍ بمشاريع الوهم المرتبطة بتياراتٍ تراهن دوماً على الفوضى.
الحرب على غزة اليوم، تدخل فصلاً جديداً، وهول المأساة يكشف الكثير من الفواجع في غزة، وهناك عواطف مفهومة تمس كل عرق دمٍ عروبيٍ فينا، فنحن أمام مشهد سريالي معقد مركب، ولكن رغم ذلك ندرك أن واقعنا الأردني هو الحق والحقيقة بمواقفه، وبصدقية ما بذل وبدوره المتقدم.
البعض في الشارع، مفهوم تعاطفه، وآخرون يريدون جر المشهد الأردني إلى مآلاتٍ كنا نظن أننا تجاوزناها، وهي مبنية على سرديات إما مريضة تتغذى على هموم المنطقة، أو مصدرها ارتباطات مباشرة أو غير مباشرة (متأثرة) بخطابات الحسابات السياسية أو لعبة المقاولات على الطاولة.
لذا، حين يقول الأردنيون الصادقون إن هذا الوطن بقوة قيادته الهاشمية هو رصيد لأمته، وللقضية الفلسطينية، وأن ثقل دوره أمر حاسم في صد مخططات غير بريئة سواء مرتبطة بإسرائيل وحكوماتها المتطرفة أو بجهاتٍ إقليمية رأينا تجاربها في جوارنا، وكيف غيرت وجه وهوية الإنسان العربي.. ولنا مثال إن أردنا التأمل.
بعض هذه التيارات لا يعجبه دور الأردن، ولا يريد لها الوطن أن يبقى متماسكاً، فهناك طاولة حسابات في نهاية الأمر، لذا يظن أن من السهل توظيف الشارع الأردني، ظنأ منه أن هذا البلد ضعيف، وفي كل مرة يقفز عن تاريخ وحاضر هذا البلد ويغوص في عقدٍ كثيراً ما نشم رائحتها "النتنة" في الكتابات أو في الصياح.. وهنا لا نقول الشعارات لأن الشعارات دوماً ما تكون نابعة من الوطنية الصادقة لا من الانفعالات.
المطلوب اليوم هو تعامل الدولة بحزم، فدولتنا الأردنية تنظر إلى ما هو أبعد من انفعال "آني" مدركة أن ما هو مشغول به الآخر الإسرائيلي حسابات اليوم التالي.. وأن ما جرى من مأساةٍ في غزة إنسانياً يقابله بطبيعة الحال حساب سياسي، ونحن لسنا في حسبة أحد.. نحن في هذا الوطن مع الإنسان والقضية الفلسطينية، بمبادئها النقية، وهذا لا يريده البعض ممن أتقن لعبة "التكييش" لأي تحول أو موقف، ولنا في الربيع العربي عبر، ونملك خبرة في سبر أغوار ونوايا "البعض".
شهدنا في الأونة الأخيرة تصرفات وسلوكيات تريد إخراج السياق الأردني، وتريد جره بغية التوظيف، وبعض الشعارات تجاوزت حدود المعقول في بلدٍ لم يبخل بشيء، وكنا نظن أن الأمر بعض مهاترات وتمر.. ولكن التكرار والإصرار يشي بغير ذلك.. فهل يريد البعض اختبار الأردن؟؟!.
إن الأردن قيادة، ووطن ودستور، وقانون، وقيم، وتاريخ، ومواقف.. إنه صخرة صلبة وليست جبهة أو ورقة يظن البعض أنه من السهل خرقها بصياحٍ في عمّان، ولم يدخل الأردنيون عبر تاريخهم بأي سوق مزاودات أو توظيفٍ بل مسكوا الأوراق لقوة موقفهم ولتماسكهم وإيمانهم بوطنهم الممتد ثرىً وإنساناً، ولم يختزل يوماً بمشهدٍ أو صورةٍ أو انطباع.. إنه وطن كبير بقيادته وإخلاص شعبه.
نهاية القول.. الأردن عزيز لمن أراد العزة لفلسطين وغزة، وعظيم لمن أراد أن يفهم مواقفه، وما قدمه ويقدمه وسيقدمه سيبقى لأجل فلسطين، ولأجل كل مبدأ عروبي نقي المعدن، على هذا تأسس هذا الوطن الكريم وسيبقى "وما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، فدامت هذه الأرض عزيزة شعباً وقيادة، ويكفي مزاودات.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/01 الساعة 05:42