ذكرى الكرامة ما زالت في الوجدان الأردني
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/21 الساعة 07:10
معركة الكرامة في دلالاتها تحمل أبعاداً تاريخية كثيرة لربما أهمها توقيتها الذي عقب هزيمة 1967، إذ أكدت الكرامة أن العرب قادرون، ورسخت من دور جيشنا العربي ودوره الريادي في ترجمة عقائدتيه العسكرية والعربية إلى بطولات ما زالت لليوم حكاياها تتكشف.
واليوم ونحن نحتفل بذكراها، نتساءل عن دلالات المعركة، التي ما زالت في الوجدان الأردني شاهدة على جيش محارب وقائدٍ عظيم قاد البلد في أحلك ظروفها عقب النكسة إلى صناعة حالةٍ أثرة في المنطقة العربية ككل، ورفعت معنويات ليس الشعب الأردني وحسب بل والشعوب العربية.
وأكدت الكرامة في معانيها أنذاك أن الشعارات الرنانة لا تبني دولاً ولا تصونها ما لم تكن تحظى بقيادةٍ شرعية وتنتزع الدور بالعمل، وأسمى دلالات الكرامة أنها أكدت أن الأردن هو الحصان الرابح دوماً بما يملكه من حكمةٍ واتزانٍ.
فالأردن عربياً قبل معركة الكرامة، كان في عيون كثيرين وطنٌ غير قادر على الصمود خاصة من أشقاءٍ لم يرحموه واستجروه إلى حرب أضاعت الضفة الغربية، بفعل المنابر.
وليؤكد جيشنا الأردني حينها من المكان العزيز الذي يشهد تشريف جلالة الملك كل عامٍ أن الأردن قادرٌ وأصيل، وأن خطابه وخطاب جيشه وعقيدته القومية نفية المعدن، هي الأنقى، وهي الأثبت.
والنتائج التي حققها الجندي الأردني في الكرامة أخبرت أن هذا الوطن، حمل الهم على صغر حجمه، ونجح في كثيرٍ من المراحل من أن يحمله لآخر مدىً من الأمل.
ولربما هذا الدرس المستفاد من معركة الكرامة علينا أن نضعه نصب أعيننا، فالكرامة كانت مقدمة لمرحلة عقبتها من استعادة العربي لثقته بنفسه في ظرف أشهر.
فمن جاء للفسحة في أرضنا من جيش الاحتلال، وجد جواباً ما زالت شواهده لليوم ماثلةً سواء من شهداء كرام بررة بأوطانهم أم من آليات أم من نداءات وقف إطلاق النار، وصولاً إلى إصرار الحسين بن طلال – طيب الله ثراه–على مغادرة جيش الاحتلال لغربي النهر.
الكرامة.. جزء من حكاية وطن هاشمي كريمٍ يحتفل بالنصر، ودوماً نصره يرسم مقدمات الأمل العربي، وهذا دور أردني متأصل بالتاريخ والجغرافيا والسياسة أيضاً، حمى الله جندنا ووطننا وجيشنا العربي.
وكل عام والأردن وأحرار العرب بخير..
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/21 الساعة 07:10