الأردن كما يجب أن نفكر به وله
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/19 الساعة 03:49
في خضم ما نمر به اليوم من متغيرات متسارعة، نتساءل عن الأردن، وجهده الجبار، وحالته الوطنية التي كلما مرت باختبار أثبتت أنها الأوفى، وبحراك متصل من القيادة الهاشمية والناس الذين يؤمنون بهذا الوطن ودوره.
هي ليست مرحلة سهلة التي نمر بها اليوم، فما يجري في غزة يلقي بظلاله على ابسط تفاصيل هذا البلد، وغزة تشغلنا يوميا، كما أن ما يجري على حدودنا الشمالية ليس بالهين، فنحن أمام هجمات يقف وراءها مشروع يريد النيل من كل ذرة استقرار بالمنطقة، وهو مشروع مغلف بشعارات الاستهلاك، ولنا في الجوار أمثلة وعبر.
في البداية علينا أن ندرك ونحن نشخص حالة بلادنا، أننا بموضع قوة يستند إلى عوامل التجربة التاريخية التي أثبتت أن الأردن قوي، ومن ثم بتلاحم الناس مع القيادة، وإيمان الأردنيين بدورهم، وبقوة الدولة ومؤسساتها، وبخاصة مؤسسة الجيش العربي التي تحملت في الاعوام الأخيرة الكثير لصون أمننا، وحريتنا، وحياتنا التي نعبر فيها عن ذاتنا يوميا، ورؤية ملكية آمنت منذ تأسسس هذا الوطن أن للإنسان دورا وحضورا، بل إن الإنسان وبناءه محور هذا الوطن.
علينا حيال مقومات القوة هذه، وادوارنا الجلية، والتي يترجمها موقف قيادتنا الهاشمية، أن ندرك أن الأردن له صوت، ودور، وأن قوته من قوة اي مبدأ ينادي بعروبة وحق فلسطين التاريخي، وأن بعض الأصوات التي تحاول بانفعال (غير مبرر) ما هي إلا أصوات فئوية آنية وأنانية بتفكيرها، وهتافها، وهي فئة قليلة لا تفكر بالأردن بقدر تفكيرها بالبيدر والحساب.. وهذه منطلقاتها واضحة منذ زمن، ولكن صدى صوتها يشتد مع كل منعطف، أو نازلة تمر بالأردن.
وحيالها، وأمام ما يجري اليوم، علينا أن نفكر بالحقائق والثوابت التي مكنتنا عبر مئة عام بأن نبقى في هذا الوطن حراسا وأمناء على مبادئ عروبية أصيلة، بذلت الكثير وما تزال لأجل فلسطين، وأن نسند هذا البلد بكريم موقفه، ومبادئه، فقوتنا فيما نكرسه في كل مرة من حالة صادقة تصون الأردن قويا لأجل مبادئه.
لذا، فعلينا أن نبقي عيوننا على الأردن ونصونه، ونعزز مواقف مليكه الصادقة، والتي جابت العالم، واثرت فيه رغم صلف الكثيرين، سواء أكانوا أعداء كالمحتل.. او حتى غير ذلك.
علينا أن نفكر بالأردن ولأجله، وبقوة ما يملكه من قيادة ووفاء شعب، ورصيد عروبي ودولي قادر على إيصال صوت الحق سواء لفلسطين أو لغيرها من قضايا أمتنا ومنطقتنا العادلة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/19 الساعة 03:49