من يستهدف الأردن يستهدف العروبة

د.محمد يونس العبادي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/21 الساعة 06:40
اليوم وفي غمرة ما تمر به المنطقة من تحولات متسارعة، يقف الأردن أمام مفترق طرق حقيقي، وتحول غير مسبوق جراء خوضه حربا على حدوده الشمالية.
فنحن اليوم، بين استقطابات عدة، بدءا بالتجاذب بين إيران واسرائيل، وصلاتها الدولية، وليس انتهاء بوجود مشاريع أخرى تحمل رؤية تصفوية للمنطقة، غير مبالية إلا بمصالحها، ولو على حساب الشعوب واستقرارها.هذه المعادلات المتناقضة جعلت من وطننا وسط حالة استقطاب تحتم علينا تغيير طريقة التعاطي مع كل ما يدور من حولنا، ضمن ما نحمله من مبادئ راسخة، خاصة أننا دولة قدمت وبذلت، ومواقفنا لا تحتمل المزاودة من أي كان.فما جرى من اشتباك بين قواتنا المسلحة وعصابات تهريب المخدرات والاسلحة هو تهديد حقيقي بحاجة إلى أن نكون أكثر يقظة رسميا وشعبيا، فحين تصل الأمور إلى أياد تريد التطاول على امننا وحضورنا، ونحن نقوم بادوار محسوبة لأجل قضايانا العربية كافة، وخاصة تجاه فلسطين وحماية مطلبها بالعدالة والحماية.فمن يستهدف الأردن هو ضمنا يستهدف العمق العربي، ويريد إضعاف هذه الذات واستهداف الحضور العربي، في عز الحاجة إلى موقف عروبي صادق، بعيدا عن المشاريع والمآرب التي تصاغ وتبنى لصالح مصالح ضيقة، ومثالا عصابات التهريب التي ما هي إلا أداة رخيصة في توقيت دقيق.والمطلوب اليوم، أن نشد من ازر جيشنا، ونعلي خطاب الدولة الأردنية الجامع، والداعم لكل قيم بقاء الوجه العربي للمنطقة.فجيشنا العربي، هو عمود دولتنا وعمادها، وهو من صان وبذل لأجل الأردن وفلسطين، ولكل قضية عادلة، ومن يمس تراب وطننا وشبابه باستهدافهم بآفة المخدرات هو صاحب حسابات عدائية تتجاوز مراميها الأردن إلى استهداف ما بقي من سياج العروبة، والدعم الصادق لفلسطين.فالقصة اليوم تتجاوز في حدودها الأردن، وهي مسألة استهداف عميق للمشروع المنتمي للمنطقة، والأردن رأس الحربة، ومن يريد اختبار صبرنا، ومقدار تضحياتنا، فنحن قادرون على لجمه، مهما كان هذا الخطر وحجمه.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/21 الساعة 06:40