الحكمة والشجاعة الملكية حاضرتان بالدفاع عن فلسطين

د.محمد يونس العبادي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/30 الساعة 03:06
تمر علينا، وعلى وطننا، أيام ثقال فما يجري في غزة والضفة، وذلك الصلف الإسرائيلي الذي يعبر عن نفسه بكل لؤمٍ تجاه فلسطين بعمرانها البشري والحجري هو أزمة يدرك الأردن أنه معني بإنهائها، وتحقيق العدالة لفلسطين وقضيتها، رغم كل الصعاب والدعم الذي توفره عواصم القرار الدولية لإسرائيل.
ولكنها ليست الأزمة الأولى التي نعيشها نحن الأردنيين ونبذل رغم كل الظروف في سبيل فلسطين، إذ إننا لطالما في هذا الوطن، وبجهود مليكنا عبدالله الثاني ابن الحسين، نواصل لأجل فلسطين ونبذل لأجلها.فالحكمة والشجاعة الملكية، ما تزال حاضرةً وفاعلة في رفع الظلم عن الأهل في فلسطين، وتأخذ بعين الاعتبار فلسفة الحضور الأردني القائمة على أردن قويٍ لأجل فلسطين، وعلى هذا يبذل الأردن اليوم كل جهدٍ وتمتد أيادي العون للفلسطينيين في الضفة والقطاع، وفي القدس.والأردن اليوم، بما يقدمه لأجل فلسطين، فإنه يتصدى لأخطر المخططات منذ نحو خمسة وسبعين عاماً وأكثر، مخطط التهجير الذي تسعى حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل تكريسه بشتى السبل، من قوة غاشمة، وخداعٍ ومراوغة.ويواصل الأردن التصدي لهذا المخطط، بنشاطٍ دبلوماسي، ودعمٍ ميدانيٍ طبيٍ يصل إلى قطاع غزة، ومدن الضفة الغربية، وبما يسند صمود الفلسطينيين على أرضهم.ولطالما مرّ وطننا الهاشمي الكريم بمنعطفاتٍ، حاولت حرفه عن بوصلة الحق القائمة على شرعية ومشروعية حكمه المستقاة من رسالة وإرثٍ عميق الجذور وعماده الاستقرار والتنمية، والحق.ولكن الأردن تأسس عام 1921م، على يد المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، في لحظة عربيةٍ كان فيها اليأس يخيم على نفوس أحرار المنطقة ومجتمعاتها، فتلك اللحظة التاريخية كان الاستعمار يضع يده على البشر والحجر، وكانت النفوس قد شعرت بأنّ لا أفق جديداً بعد كل هذا الجهد العروبي.إلا أن الأردن ولّد من رحم تلك الفترة، حاملاً أملاً جديداً، ورؤية جديدة قائمة على جمع شتات الأمل وتعظيمه، بعبقرية فريدة، هكذا تشكل هذا الوطن وتأسس، وهكذا بقيت هذه الروح سارية في نفوس ملوكه يبثوها في مجتمعٍ ينزع إلى عبقرية البقاء والعيش والقيم ويحققها.لذا، فإنّ هذه الروح الفريدة لوطننا، المستلهمة حياتها من الاستقرار الدستوري، بقيت حاضرة حتى اليوم، فما مرّ به الأردن في العقدين الأخيرين من منعطفاتٍ في المنطقة، ومتغيرات اجتماعية واقتصادية، كان الحاضر بها دوماً، وما زالت، حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني.والأردن، وهو الوطن العزيز على العرب، وعلى كل من يقدرون قيمة الأوطان واستقرارها حول العالم، وهو العزيز على ملكه وشعبه، حظي بدعمٍ عربيٍ ودوليٍ واسع يعكس دور دبلوماسية جلالة الملك عبدالله الثاني، والوزن الأردني الذي لطالما كان داعماً ومحباً للسلام والاستقرار والتسامح.إنّ حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني، ومنجزه، ورؤاه، وقيمه المغروسة فينا، والوفاء لعرشه المفدى، هي قيم ستجنبنا بإذن الله كل محاولة مسٍ بهذا الوطن وعرشه المفدى.فنحن الأردنيون من ولائنا لا يتبدل، وندرك أنّ هذا الوطن يهتدي بحكمة ملكٍ هاشميٍ جنبنا على مدار عقدين ما مرّت به الأوطان من حولنا، وسعى بكل جهده إلى أنّ يواصل الأردن دوره عزيزاً كريماً عربياً في إقليمه وفي العالم، وهو دور موصول بخدمة القدس وقضايا العرب وإنسانه.واليوم، ومع هذه الأحداث الجسام في فلسطين، فإن الأردن سيبقى بقيادة مليكه الأقرب لفلسطين، والأقوى لأجل فلسطين وعدالة قضيتها.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/11/30 الساعة 03:06