معاهدة أم قيس وحلم الأردن الكبير
مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/04 الساعة 02:42
مرت قبل أيام ذكرى توقيع معاهدة أم قيس، وتحديداً في الثاني من أيلول عام 1920م، وهي إحدى الوثائق المهمة في تاريخ بلادنا السياسي، لما حملته من مطالب تعبر عن آمال الآباء والأجداد في لحظةٍ تاريخيةٍ كانت مشحونة بالآمال القومية، والأماني الوطنية، بعد معركة ميسلون، وبعد أن انتزع العرب حضورهم على المسرح الدولي، بقوة الفكر والسلاح، والأهم الإيمان.
وهذا الوطن، كان جزءاً من ذلك الحوار الممتد من أقاصي بلاد الشام، إلى جنوبها، حتى العراق شمالاً وصولاً إلى وجدان العرب حيثما تشكل وجدانهم، في لحظةٍ فارقة.في جملة مطالب هذه المعاهدة، وفي لحظة قوة شوكة الاستعمار، طالب الأردنيون الأوائل، أن يكون لهذه البلاد أمير عربي، وألا يكون لهذه الحكومة أدنى علاقة بحكومة فلسطين، وأن تشمل حدودها لواء حوران ومرجعيون، ولوائي الكرك والسلط وقضائي عجلون وجرش وقضاء القنيطرة، بالاضافة الى قضاء مرجعيون وصور.ومطلب وجود جيش، ونظام أمن، وحكومة وطنية، وإعفاء المجرمين السياسيين في داخل هذه المنطقة وعدم تسليم أي مجرم سياسي كان يلتجأ إليها وكذلك الجرائم العادية المتحدثة من أسباب سياسية، إضافة إلى أن يكون بين هذه الحكومة وما جاورها من الحكومات وإعطاءنا حقنا من واردات الجمارك في سوريا.كما طالب الأردنيون، وفي وعيٍ تشكل نتيجة لأحداث المنطقة آنذاك، أن يكون العلم السوري، أيّ علم المملكة العربية السورية، ذو النجمة الواحدة علم هذه الدولة.. وعليه، تحققت هذه المطالب، وانتزع الأردنيون ونتيجة التقاء القيادة الهاشمية، ممثلةً بالملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، ومطالبهم.. فكان بعدها بنحو العام أول أقل، ولادة إمارة شرقي الأردن، كحجر زاوية ووطنٍ قوميٍ أدرك باكراً أنه رصيد لأمته وناسه.هذا المشروع، أضاف إليه الملك المؤسس سمات ما تزال حاضرة، واكبت الظروف والمتغيرات، ولكنها حافظت على الثوابت، وعلى رأسها الإيمان بالإنسان الأردني ومقدرته على أن يكون أنموذجاً للإنسان العربي، بتعليمه، ومهارته، وبمقدرته على إثبات الذات، إضافةً إلى فلسطين، التي استجدت على جدول الأعمال العربي، فكانت قضية كل مخلص.فخلال أول ربع قرنٍ من مطالب مؤتمر أم قيس تشكل وعي أردني حقيقي مؤمن بانتمائه لأمته، وملتزم بصيرورة القيادة الهاشمية، منذ زمن الثورة العربية الكبرى، وعلى رغم النوازل والملمات التي سببها الاستعمار، إلا أن هذا الوطن صاغ حضوره ومكانته بين دول المنطقة، بل وتقدم بالبذل والعطاء، فكانت أدواره في الدفاع عن فلسطين، والبذل في سبيل القدس، فكانت الجغرافيا، وكان التاريخ، وكان ومايزال وطناً هاشمياً كبيراً يأبى ألا يكون في المقدمة لبذل أخوته وأشقائه.إننا اليوم، نتحدث عن الأردن الكبير، الكبير ليس بالجغرافيا، وبحسابات مضت، بل بما قدم وبذل حين ألمّت بالمنطقة نازلة أو منعطف أو تحول، فبفضل ملوك بني هاشم، استطعنا أن نبني على ما طالب به الأوائل، وأن نتقدم لأجل العروبة في كل مكان، فكان الأردن الحاضر لجواره السوري، والعراقي، والفلسطيني، بما بذله دماً ومواقفاً بالتزام تجاه الإنسان العربي.. إن صيرورة التاريخ اليوم تحتم علينا أن نكون فخورين، بما بذلناه، وما نقدمه، حتى أننا صنّا وطناً بحكمة ملوكه ووفاء شعبه، إنه الأردن الكبير الذي حلم به الأوائل.دام الوطن الهاشمي عزيزاً.
وهذا الوطن، كان جزءاً من ذلك الحوار الممتد من أقاصي بلاد الشام، إلى جنوبها، حتى العراق شمالاً وصولاً إلى وجدان العرب حيثما تشكل وجدانهم، في لحظةٍ فارقة.في جملة مطالب هذه المعاهدة، وفي لحظة قوة شوكة الاستعمار، طالب الأردنيون الأوائل، أن يكون لهذه البلاد أمير عربي، وألا يكون لهذه الحكومة أدنى علاقة بحكومة فلسطين، وأن تشمل حدودها لواء حوران ومرجعيون، ولوائي الكرك والسلط وقضائي عجلون وجرش وقضاء القنيطرة، بالاضافة الى قضاء مرجعيون وصور.ومطلب وجود جيش، ونظام أمن، وحكومة وطنية، وإعفاء المجرمين السياسيين في داخل هذه المنطقة وعدم تسليم أي مجرم سياسي كان يلتجأ إليها وكذلك الجرائم العادية المتحدثة من أسباب سياسية، إضافة إلى أن يكون بين هذه الحكومة وما جاورها من الحكومات وإعطاءنا حقنا من واردات الجمارك في سوريا.كما طالب الأردنيون، وفي وعيٍ تشكل نتيجة لأحداث المنطقة آنذاك، أن يكون العلم السوري، أيّ علم المملكة العربية السورية، ذو النجمة الواحدة علم هذه الدولة.. وعليه، تحققت هذه المطالب، وانتزع الأردنيون ونتيجة التقاء القيادة الهاشمية، ممثلةً بالملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، ومطالبهم.. فكان بعدها بنحو العام أول أقل، ولادة إمارة شرقي الأردن، كحجر زاوية ووطنٍ قوميٍ أدرك باكراً أنه رصيد لأمته وناسه.هذا المشروع، أضاف إليه الملك المؤسس سمات ما تزال حاضرة، واكبت الظروف والمتغيرات، ولكنها حافظت على الثوابت، وعلى رأسها الإيمان بالإنسان الأردني ومقدرته على أن يكون أنموذجاً للإنسان العربي، بتعليمه، ومهارته، وبمقدرته على إثبات الذات، إضافةً إلى فلسطين، التي استجدت على جدول الأعمال العربي، فكانت قضية كل مخلص.فخلال أول ربع قرنٍ من مطالب مؤتمر أم قيس تشكل وعي أردني حقيقي مؤمن بانتمائه لأمته، وملتزم بصيرورة القيادة الهاشمية، منذ زمن الثورة العربية الكبرى، وعلى رغم النوازل والملمات التي سببها الاستعمار، إلا أن هذا الوطن صاغ حضوره ومكانته بين دول المنطقة، بل وتقدم بالبذل والعطاء، فكانت أدواره في الدفاع عن فلسطين، والبذل في سبيل القدس، فكانت الجغرافيا، وكان التاريخ، وكان ومايزال وطناً هاشمياً كبيراً يأبى ألا يكون في المقدمة لبذل أخوته وأشقائه.إننا اليوم، نتحدث عن الأردن الكبير، الكبير ليس بالجغرافيا، وبحسابات مضت، بل بما قدم وبذل حين ألمّت بالمنطقة نازلة أو منعطف أو تحول، فبفضل ملوك بني هاشم، استطعنا أن نبني على ما طالب به الأوائل، وأن نتقدم لأجل العروبة في كل مكان، فكان الأردن الحاضر لجواره السوري، والعراقي، والفلسطيني، بما بذله دماً ومواقفاً بالتزام تجاه الإنسان العربي.. إن صيرورة التاريخ اليوم تحتم علينا أن نكون فخورين، بما بذلناه، وما نقدمه، حتى أننا صنّا وطناً بحكمة ملوكه ووفاء شعبه، إنه الأردن الكبير الذي حلم به الأوائل.دام الوطن الهاشمي عزيزاً.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/09/04 الساعة 02:42