حزب اردني يختار الذئب شعارا له.. ما القصة؟
مدار الساعة -عرف الحزب الديمقراي الامريكي بشعاره "الحمار"، فيما عرف منافسه الحزب الجمهوري بشعار الفيل. في الاردن اطلق حزب اردني نظامه الداخلي الذي تضمن شعارا غير مسبوق اردنيا: الذئب.
والذئب في الثقافة العربية يحمل الكثير من المضامين الايجابية.
واذا كان الحمار الامريكي بدأت قصته سنة 1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار «لنترك الشعب يحكم»، وسخر منافسه الجمهوري كثيرا من هذا الشعار ووصفه بأنه شعبوي ورخيص، فما كان من جاكسون إلا أن اختار حمارا رمادي اللون جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الإنتخابي «الشعبوي» ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبا من هموم الناس.
إلا أن الحمار لم يتحول إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي بشكل واسع النطاق سوى سنة 1870، عندما عمد رسام الكاريكاتير توماس ناست الذي كان يعمل لصالح مجلة هاربر الأسبوعية إلى اختيار حمار أسود اللون «عنيد» كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور. ومنذ ذلك الحين أصبح الديمقراطيون يفخرون بحمارهم،
اما الفيل، فخلال الإنتخابات الرئاسية التي جرت عام 1860 كانت الولايات المتحدة عبارة عن شبه قارة مقسمة بين الشمال والجنوب بسبب اختلاف الآراء حول قضية تحرير العبيد، لكن أبراهام لينكلن قرر خوض غمار الانتخابات تلك السنة أملا في توحيد البلاد أو التقليل من حدة الإنقسام على أقل تقدير.
وظهر الفيل كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة للينكلن في هذه الإنتخابات التي فاز بها فعلا، لكن الفيل لم يتحول إلى شعار سياسي للجمهوريين إلا عام 1870 عندما قام رسام الكاريكاتور الأميركي الشهير توماس ناست بالتعبير عن تذمره مما وصفه بخروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية واختصر الحزب في رسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور يحطم كل ما تطؤه قدماه كتب على جسمه عبارة (الصوت الجمهوري) ومنذ ذلك الحين تحول الفيل إلى شعار للحزب الجمهوري.
هذا امريكيا اما اردنيا، ووفق ما تابعت مدار الساعة، فكان اختيارا موفقا لحزب رؤيا اختيار شعارهم الذئب او الذيب.
وكان للذئب مكانة كبيرة عند العرب قديمًا وكانوا يسمون أشجع فتيان القبيلة باسم الذئب كناية عن شجاعته ومهارته ودهائه، وذلك لأسباب مختلفة من أهمها الحب والوفاء الذي يملكه الذئب.
ويعتبر الذئب من أكثر الحيوانات التي تم ذكرها في الكتب القديمة للعرب، إذ تم ذكره في كتاب كليلة ودمنة وتحدث عنه معظم شعراء العرب القدامى مثل الجاحظ.
وصفات الذئب عند العرب كثيرة ومختلفة مثل الشجاعة والذكاء ، والقوة المبالغ فيها، لأنه عند خروجه للصيد يقوم باختيار قائد القطيع أولًا لكي يهجم عليه، كما أنه يعمد لقتل بعض أفراد القطيع دون أن يأكلهم.
ويتصف الذئب أيضًا بسرعته الكبيرة، إلى جانب حميته الشديدة على محارمه وعزة نفسه، وكثيرًا ما شبه الكُتاب العرب الشخص الذي يملك عزة النفس بالذئب، لأن عزة النفس أحد أهم سمات الذئب.
فهو لا يقبل أن يأكل أي شيء لم يصطاده بنفسه، ولا يستطيع أن يعيش على الجيفة، كما أنه يموت إذا ما تعرض للأسر، ولذلك كان الذئب كائنًا أسطوريًا عند العرب يحتفون به ويرون حوله الأساطير.
ومن أهم صفات الذئب عند العرب هو حذره الشديد إلى جانب صبره الطويل أيضًا، ولذلك جعلوه رمزًا للقوة والجسارة والصبر وعدم الجزع.