اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

للعبادة طعمٌ آخر في تكية (أم علي)

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/02 الساعة 01:10
مدار الساعة,صحة,

أسست سمو الأميرة هيا بنت الحسين تكية (أم علي) عام 2003م، والهدف منها، كما هو الهدف من التكايا عبر العصور إشباع الجائع، وإطعام المحتاجين.
لا أخفي أنني اطلعت على آلية عمل تكية (أم علي) قبل ثلاث سنوات أو أكثر، من خلال مديرها العام السيد سامر بلقر، وهو إنسان غاية في اللطف والتهذيب والاحترام، وقد أعجبني أن التكية تعمل وفق أسس علمية وإنسانية، وهذا سرّ نجاحها.
تقسم التكية التبرعات إلى أقسام عدة حيث نلحظ (كفارة صيام شهر رمضان، وزكاة الفطر، وطرود شهر رمضان، وموائد الرحمن، وكفالات الأسر، والأضاحي والذبائح، والزكاة، والصدقات العامة).
تنمو التكية بعملها بشكل مستمر، فعدد الذين تتكفل إطعامهم في كل سنة يزيد عن السنة التي قبلها، وشعارهم في هذه السنة إطعام أربعين ألف أسرة في رمضان، وفي هذا إشارة إلى أمور أهمها: أن عمل التكية يتطور، ونسبة المحتاجين ليست قليلة، وكرم المحسنين من أهلنا يستحق الشكر والاحترام.
ساهمت منذ يومين بعملية سكب الطعام في خيمة التكية الرمضانية، حيث موائد الرحمن تفتح ذراعيها لتحتضن الراغبين في الإفطار، ولن أنسى تلك المشاعر التي غزت قلبي حيث عملت من السابعة والربع إلى السابعة وخمسين دقيقة، أضع الأرز للداخلين، ويضع مجموعة من زملائي المفتين ما تبقى من الوجبة من لحم ومرق وفاكهة وعصير. يدخل المحتاج بكل كرامة، وتقرأ الفرح في عينيه بمجرد أن تسكب له الطعام في طبقه، طعام نظيف، ورائحته شهية، ولكبار السنّ خدمة مميزة، فمدخلهم خاص، والطعام يصل إليهم دون الحاجة إلى أن يقفوا ليتناولوه.
والاهتمام بالصحة والنظافة أمر مهم جدا بالنسبة للتكية ، حيث تحسب العاملين سيدخلون إلى عملية جراحية، فيغطون أيديهم ورؤوسهم ويضعون الكمامات على وجوههم، وقلما تجد مثل هذا الحرص حتى في أفخم المنشآت الغذائية.
تورمت أصابعي من الغَرف، وحرارة الأرز، كما أصابني ألم بظهري بسبب الحركة التي لم أعتد عليها، ولكن شعور الفرح والسرور أنساني وينسيني هذه الآلام البسيطة التي تمحوها تذكري الفرحة في وجوه الداخلين، ولمعة أعينهم من السرور، أنهم سيحصلون على لقمة نظيفة وصحية وبكل كرامة.
إنها عبادة لها طعم أتذوقه للمرة الأولى، فليست العبادة أن تقف خلف الإمام للصلاة فقط، بل العبادة أيضا أن تقف لتساهم في إطعام الجائعين والمحتاجين والصائمين، وليست العبادة أن تنفق الأموال على بناء المساجد فقط، بل أن تشبع الجائعين عبادة من أعظم العبادات، كل التحية والاحترام لتكية (أم علي) والعاملين فيها وعليها، متمنيا لهم دوام النجاح والتوفيق.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/02 الساعة 01:10