اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

وصفي التل.. ولغز الرصاصة المجهولة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/29 الساعة 08:10
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

محمد حسن التل
شكل اغتيال الشهيد وصفي التل منذ خمسين عاماً لغزاً كبيراً على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، حيث لم تعترف جهة واقعية محددة بمسؤوليتها عن هذه الجريمة، رغم المسرحية الهزيلة التي قام بها البعض وعلى رأسهم الرجال الأربعة الذين لعبوا دور الكومبارس الصغير في هذه المسرحية للتغطية على القاتل الحقيقي كما يقول الأستاذ عدنان أبو عودة الوزير الأسبق، حيث أن الشهيد قتلته رصاصة قناص جاءت من خارج الفندق وهو يهم بالدخول إليه بعد انتهاء اليوم الأول من فعاليات مؤتمر وزراء الدفاع العرب الذي كان يعقد في القاهرة آنذاك، والذي كان الشهيد يحمل له مشروع عودة المقاومة إلى الواجهة مع إسرائيل لوضع الخطوة الأولى على طريق التحرير، والذي قيل «إن هذا المشروع هو الذي قتله»، حيث اخترقت تلك الرصاصة كتفه الأيسر من الأعلى وأصابت القلب وخرجت من صدره وهذا يؤكد على أن المجرمين الأربعة الذين كانوا في ردهة الفندق ما هم إلا للتغطية على الوقائع الحقيقية للجريمة، كما أثبتت ذلك كل التقارير وفي مقدمتها تقارير الـ «سي آي إيه»، ولكن هذا لا يعفيهم هم ومن وراءهم من هذه الجريمة البشعة.

لقد كان هناك مصلحة كبرى لأكثر من جهة في المنطقة في غياب وصفي التل عن الساحة السياسية وذلك لأنه كان يحمل مشروعا حقيقيا لتحرير فلسطين ولم يؤمن يوما بقصة السلام مع اسرائيل، وكان ينظر الى الصراع العربي الإسرائيلي صراع وجود ويعمل استراتيجياً على إنشاء جبهة عربية موحدة لمواجهة الصهيونية من خلال تحويل دول الطوق إلى قاعدة متينة لهذه الجبهة وإنشاء جيل يؤمن إيمانا عقائديا برفض الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين، وكان يؤمن أيضاً بأن هذا الصراع لن ينتهي بما يسمى مفاوضات سلام بل سينتهي بانتصار العرب عسكريا وفكريا وثقافيا، الأمر الذي جعله هدفاً كبيراً لأصحاب فكرة القبول بوجود إسرائيل كأمر واقع سواء في المنطقة أو عند الدول الكبرى الداعمة لإسرائيل، وعند قادة إسرائيل أنفسهم، ولم يبال الشهيد بخطورة مشروعه واستمر به حتى آخر لحظات حياته.

آمن وصفي إيماناً حقيقياً بقوة الأردن وقدرته على أن يكون دولة مجابهة مع عدو الأمة من خلال إنشاء مؤسسات وطنية قادرة على جعل الأردنيين يعتمدون على أنفسهم في كل شيء متحررين من ضغوط الديون والمنح من الغير، وكان مقتنعا تماما أن الأردن يجب أن يكون دولة زراعية من الدرجة الأولى لأنه يملك في هذا المجال إمكانيات ضخمة، ولم يكتف وصفي بالحديث عن الزراعة فقط بل مارسها على أرض الواقع وأنشأ مشاريع وطنية عديدة لدعم هذا التوجه، وكانت الأرض بالنسبة له وما تنتجه هي نفط الأردن، وقصته مع السفير الأميركي بخصوص تهديد الأخير له بأنه سيقطع إمدادات القمح عن الأردن معروفة للعموم، وكان الشهيد عدواً حقيقياً للفساد وإهدار المال العام، ويعلن أنه سيقطع اليد التي تمتد إلى أموال الناس.

لهذا كله امتلك الشهيد شعبية عند الناس لم يمتلكها زعيم سياسي عبر التاريخ، وذلك لأنه آمن بقدرة الأردني على العطاء والبناء وفتح له كل المجالات لإبراز قدراته المختلفة، وكان مقتنعا أن الأردني في مقدمة العرب إنتماء وقدرة وعطاء مما جعله يسكن في قلوب الأردنيين وعقولهم حتى بعد رحيله بنصف قرن، وهنا تكمن العبقرية في ذكرى الشهيد، حيث أن كل الأجيال الموجودة الآن لا تعرف وصفي على الواقع لكنها قرأت عنه وسمعت به ودرست فكره فتعلقت به جيلا بعد جيل.

ما زال الأردنيون يؤمنون أن وصفي حاضر فيهم بفكره ومشروعه..

لا شك أن الشهيد تعرض لظلم كبير في مواقفه المخلصة من فلسطين، حيث حاولت جهات عديدة أن تشوه العلاقة بينه وبين فلسطين والفلسطينيين، إلا أن التاريخ أثبت أن وصفي كان من أكثر الناس إخلاصا ووفاء لقضية فلسطين وشعبها وقد قاتل على أرضها وجرح.. وظل يحمل جرحه في جسده حتى لقي وجه ربه ليكون شاهدا له على حب فلسطين.

إن وصفي التل من الشخصيات النادرة في العالم الذي ظل زعيما حتى بعد استشهاده بنصف قرن، وما زالت الأجيال تبكيه وتنعاه كل يوم لأنه خرج منهم وعاش لهم، وثأر وصفي لا يتحقق إلا بإحياء مشروعه من جديد في دولة الإنتاج والانتماء لتراب الأردن انتماء حقيقيا نابعا من الإيمان أن الأردن يجب أن يكون دولة قادرة لتكون قاعدة عربية قوية فكرياً وسياسياً واقتصادياً تكون في مقدمة معركة تحرير الأمة.

الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/29 الساعة 08:10