اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

حسان ابو عرقوب يكتب: سجن الماضي والذكريات

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/18 الساعة 00:51
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

من أصعب الأمور على الإنسان وربّما أقساها أن يعيش حبيس الماضي أو أسير الذكريات، فو يعيش حاضره من خلال تنفّسه لماضيه، كإنسان أصابه مرض في ذاكرته، فما عاد يتذكر الأمور الحديثة، لكنه لا ينسى الأمور التي حصلت في الماضي السّحيق.

عندما يسأله ولده مثلا: أي جامعة أسجّل؟ يجيب: سقى الله أيام جامعة دمشق، كان يدرّسنا الدكتور الفلاني رحمة الله عليه، وكان لنا معه قصص وحكايات، وتبدأ القصص التي لا تنتهي، ولم يتحصّل الولد على جوابه.

فإن قيل له: أريد الزواج، يقول: عندما رأيت والدتك لأوّل مرة أعجبتني، وتبعتها إلى عين الماء في قريتنا الصغيرة، ولاحظني الشباب فهجموا عليّ ووليتُ هاربا...الخ.

هل فعلا يُصاب الإنسان في وهن في عقله بحيث يصعب عليه أن يعيش الحاضر؟ أم أنّه هروب من وحشية الحاضر إلى الزمن الماضي الجميل؟ وما الجميل فيه؟ لا يوجد هواتف نقالة أو ذكية، ولا حتى إنترنت، الكهرباء تنقطع وكذلك الماء، والتدفئة صعبة، ولا مكيفات في الصيف، والمواصلات تنقطع مع أذان المغرب، والناس تقف في أدوار وزحام، المدارس بعيدة والجامعات قليلة، أين السعادة في كل هذا؟ ربّما البساطة سعادة في حدّ ذاتها، كالأكلة الخفيفة البسيطة تؤكل وتهضم بسعة. أما التعقيدات التي طغت على الحياة جعلت منها خلطة ثقيلة، وطعاما يعسر هضمه، فما عاد يشعر البعض بالسعادة على الرغم من كل وسائل الراحة والرفاهية.

ليست الحياة وحدها من انتقل من البساطة إلى التعقيد، بل الإنسان نفسه قد تغيّر وتبدّل وتحوّل، لم يعد الإنسان يرحم أخاه الإنسان، ولا حتى يشعر به أو يحسّ بحاجة، لقد تحوّل الإخوة الذين كانوا يجلسون على طبق العدس يتشاركونه
بكلّ إيثار ومحبة، إلى وحوش مفترسة يقطّع بعضهم بعضا على أقلّ عَرَضٍ من أعراض الدنيا أو متاعها، صار الإنسان قاسيا جدا، الكبير صار عالة، ووجوده عبء وثقل على الأسرة بعد أن كان بركتها، الأمّ التي تلمّ صارت حِملا ثقيلا، ومصروفا زائدا، إنه الإنسان عندما يتحوّل إلى وحش مفترس، عديم الرحمة والشفقة، تحوّل إلى آلة ككل الآلات التي يستعملها.

ربما التغير في هذا الإنسان هو السبب في رحيل البعض إلى الماضي والجلوس بين جوانبه، ليشعر نفسه بدفء الذكريات، وأمان الزّمن الذي كان الإنسان فيه إنسانا.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/18 الساعة 00:51