اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

ماهر أبو طير يكتب: سياسات فاشلة لا يوقفها أحد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/11 الساعة 22:42
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

ينفق الآباء والأمهات عشرات الآلاف من الدنانير من اجل اللقب، وهذا اللقب نتاج عقدة اجتماعية في الأساس، تتعلق بالرغبة بالتفوق على الآخرين.

بيننا وبين نتائج الثانوية العامة أيام قليلة، والكل يريد دراسة الطب والهندسة، هذا على الرغم من وجود آلاف الأطباء بلا عمل، خصوصا، ممن لا يتخصصون، ولا يمتلكون قدرة مالية على التخصص، خصوصا، ان مشوار خريج الطب الحقيقي يبدأ بعد انتهاء بكالوريوس الطب العام، وهو مشوار مرهق ومجهد، يمتد لسنوات طويلة بعد ذلك، والامر ذاته ينطبق على تخصصات الهندسة، فكثرة من خريجي الهندسة بلا عمل، ويعانون البطالة، وبرغم ذلك نجد ان كل من كانت معدلاتهم مرتفعة يذهبون الى الطب والهندسة، داخل البلد وخارجه.

هذه خيارات شخصية، وليس من حقي او حق احد، منع الناس من تحقيق احلامهم، لكننا نتحدث عن الجدوى هنا، وسياسات الدولة التي تتفرج على التخصصات الكاسدة ولا تغلقها، او تجمدها مؤقتا، بما في ذلك عشرات التخصصات الثانية، التي لا جدوى منها هذه الأيام.

فرص العمل في الأردن، قليلة جدا، والشهادات الجامعية من جامعات الأردن، لا تنافس بمعايير التنافسية العالمية والاقليمية، برغم انها شهادات ذات مستوى ممتاز خصوصا على مستوى الطب والهندسة، وعلى مستوى جيد او عادي على مستوى بقية التخصصات، لكن الأزمة تكمن اليوم، بزيادة عدد الخريجين في كل دول العالم، وتناقص فرص العمل، وعدم الجدوى الاقتصادية في كثير من التخصصات، بما في ذلك التخصصات الإنسانية، من اللغة العربية، الى اللغة الإنجليزية، وصولا الى بقية التخصصات، وغير ذلك.

دول كثيرة في العالم رصدت هذه الظاهرة، واستطاعت ان تفتح تخصصات جديدة، فالصين مثلا أدخلت الى برامج البكالوريوس اكثر من 400 تخصص تقني جديد، والرقم مذهل، وكلها على صلة بالتكنولوجيا والذكاء الصناعي وغير ذلك، لكننا في العالم العربي عموما، نعود الى الوراء، فالمهم ان يقال ان ابن فلان، طبيب، او مهندس، برغم مشوار الشقاء الذي ينتظر الخريج، وضياع العمر، دون مستقبل مزدهر، في حالات كثيرة.

الناس لا يستمعون لهذا الكلام، فالابن الذي يصر على تخصص ما، سوف يواصل إصراره، ولن تمنعه كل إحصاءات البطالة، ولا ارقام الدخل القليلة، ولا المصاعب التي في الطريق، وهذه طبيعة إنسانية، فكل انسان يعتقد ان حظه سيكون افضل من غيره، غير ان هذا يجب الا يمنع كثرة من تغيير نظرتها الى الأشياء، خصوصا، على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، خصوصا ان التعليم يعد استثمارا في احد جوانبه، وليس استعراضا اجتماعيا.

برغم كل التحذيرات من الخبراء حول التخصصات الكاسدة، وواقع الخريجين، لم تفلح ولا جهة رسمية في الأردن، في إعادة توجيه سياسات القبول، عبر اغلاق تخصصات، وفتح تخصصات جديدة، او اقناع الناس بجدوى التعليم المتوسط والمهني والتقني، وغير ذلك، فالمجتمع يقاوم التغيير، ويعاقب بعضه بعضا، عبر النظرة الاجتماعية التي تنتقص من الشخص اذا لم يكن جامعيا، او اذا كان تخصصه عاديا، كما اننا نرى بكل وضوح، وامام الاغلاقات التي يفاجأ بها خريج البكالوريوس أيا كان تخصصه، الكيفية التي يهرب بها بعضهم نحو دراسة الماجستير، لتحسين مستواه الاكاديمي، دون ان يكمل اغلبهم الدكتوراه.

لا الحكومات تحاول إنقاذ هذه الأجيال عبر فتح تخصصات جديدة، ولا المجتمع يرحم، فالمهم ان يكون الشاب او الشابة، طبيبا، او طبيبة، حتى لو تكررت ظاهرة الأطباء العاطلين عن العمل كما في مصر، حيث تشتهر المقاهي بوجودهم بلا امل ولا مستقبل، وهي بلا شك مهنة عظيمة، ومن ارقى المهن، لكننا امام واقع جديد يؤشر إلى تغيرات بشأنها وبشأن بقية التخصصات، مرورا بالهندسة، والطيران، وصولا الى معلم الصف، والتربية النفسية.

هذه سياسات فاشلة، لا يوقفها احد، ولا يسعى احد أيضا الى إعادة مراجعتها، وكأننا ننطلق بسرعة نحو الحافة، دون ان نقدر النتائج، ابدا، والمطلوب هنا، ليس منع دراسة الطب، على سبيل المثال، بل إعادة النظر بكل سياسات التعليم ونتائجها.

فكروا قليلا قبل ان تختاروا تخصصكم الجامعي، حتى لا تندموا بقية اعماركم.الغد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/11 الساعة 22:42