انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات الموقف شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

البرغوثي يكتب: للتطوع قصة وقصته هي هدف

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: شريف سامي البرغوثي

أرجو الا يفهم في مقالي هذا أنه مدح بقدر ما هو لفت نظر لتجربة رائدة في مجال العمل التطوعي لعلنا نسهم بها أو نفهم بعضاً من الدروس اللازمة لتطوير قطاع العمل التطوعي في وطننا الغالي....

من المعروف والمتداول أن التطوع في دولنا يأخذ صفة الأداء بآلية البر الذاتي بمعنى أن المتطوع هو يعطي من وقته بحسب امكانيته وقدرته ويشعر المعطي بنوع من الارتياح الذاتي مهما قدم للآخرين المهم أنه قدم شيئا.. فلا يهم كم أو نوع ما قدمه فالمحتاج لا يملك الاشتراط....

هذا المفهوم تم تغييره تغييرا جذريا من خلال الحدث التطوعي الذي قامت به مؤسسة " الهدف" وهي بالفعل تجربة رائدة في مجال التطوع حيث العطاء نابع من محبة متفانية للمجتمع تجاه فئة دفعتها ظروفها الصعبة و الغير محتملة لغض النظر عن أغلى ما يملكه الانسان الأ و هي صحته و جسده...

فعلى مدى أسابيع من العمل المضني والشاق حشدت مؤسسة الهدف أكبر كم من المتطوعين من انحاء العالم والأردن لتقديم خدمات طبية مجانية منها على سبيل المثال لا الحصر طب الأسرة، فحص نظر، التغذية، و حتى المشورة وخلال 3 أيام قدمت الخدمة الطبية المجانية لأكثر من 800 مواطن ومقيم في الأردن وطبعا هذا الرقم ليس بالشيء السهل اذا ما علمنا أنه يعني خدمة مراجع كل 7 دقائق ....

هذا العدد بحد ذاته هو انجاز بكل المعايير علما أن كل مريض اخذ وقته بالكامل لكن فريق مؤسسة الهدف كان يرنوا الى ما هو أبعد من الانجاز ليحقق الاعجاز فالتفوق الكمي لم يمنع المتطوعين من تقديم ارقى وافضل أنواع الخدمات الطبية على الاطلاق حيث كل شخص نال أعلى درجات الاهتمام ابتدأ من ايجاد رعاية و مساحات للعب لأطفاله المصاحبين له و مرورا بمتابعة صفوف المنتظرين بكفاءة عالية رغم تهيئة أماكن تم اعدادها مسبقا لأجل راحة المراجعين و مرافقيهم و توفير الضيافة اللائقة للجميع لقد كانت بحق خدمة متكاملة بكل ما تعنيه الكلمة منذ بداية حسن الاستقبال بكل محبة و احترام و اهتمام انتهاءا بالتشخيص و وصف و منح بعض الأدوية و العلاجات. الملفت للنظر أن الاداريين من اعلى رأس الهرم سواء مديرة المؤسسة ماران معايعة ابو جابر و الأستاذ رائد حداد جميعهم كانوا متابعين لتفاصيل العمل الميداني بشكل مباشر ميسرين مهام المتطوعين متابعين لحالات المراجعين ميدانيا متخلين عن الصورة النمطية لادارة العمل التطوعي من خلال المكاتب و وسائل التواصل أو التقارير و الاحصائيات مستخدمين بديلا عنه القيادة الميدانية...

ما انجزته مؤسسة الهدف خلال الأيام الماضية الثلاثة ليس فقط انجازا كميا في خدمة من ضاقت عليهم الحياة حتى وصل الضيق لأجسادهم و ليس التوازن بين نوعية الخدمات بأرقى مستوياتها و الكم و ليس ادارة لعملية تطوعية و حشد لامكانات لغاية تحقيق اسمى هدف في خدمة الانسان على ارض هذا الوطن الذي عرف الانسان على انه اغلى ما نملك.... مؤسسة الهدف قدمت نموذجا عمليا مزج الشغف الانساني مع الأداء الاداري لخدمة المجتمع في تناسق خلا كليا من التضارب .....

برأيي يحق لنا الفخر بهذا النوع من المؤسسات الرائدة و اتطلع قدما للعام القادم حيث يكون التطوع "هدف" له معنى عميق بعيد عن كل بر ذاتي عهدناه في أعمالنا التطوعية السابقة.....عميق بعيد عن كل بر ذاتي عهدناه.. شكرا هدف.

مدار الساعة ـ