مدار الساعة- تحدث رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في مقابلتين مع منبرين إعلاميين مصريين، عن جماعة الإخوان المسلمين والمسيحيين، كما تحدث أيضا عن قتلة والده رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري.
وشن الحريري هجوما عنيفا على جماعة الإخوان المسلمين، فيما دافع بحرارة عن المسيحيين في المنطقة، وقال إن أبناءه يعرفون من قتل أباه، وإنه يعرف بالتأكيد من قتله، مستدركا أنه أخذ قرارا بألا ينتقم منهم.
جاء ذلك في مقابلتين أجراهما الحريري، أولهما مع الإعلامي الموالي للسلطات، عمرو أديب، ببرنامج "كل يوم"، عبر فضائية "ON E"، وراديو نغم "FM"، مساء الأربعاء، والثاني مع وكالة "أنباء الشرق الأوسط"، الحكومية المصرية، الخميس، وذلك لدى زيارته لمصر، التي استمرت يومين.
والتقى الحريري، خلال الزيارة، برئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، واتفق معه على قيام مصر بتدريب ضباط الجيش اللبناني. ورأس اجتماع اللجنة المصرية - اللبنانية المشتركة، مع نظيره المصري، شريف إسماعيل، مختتما زيارته لمصر، الخميس.
"لن أنتقم"
وفي مقابلته الأولى، قال الحريري: "لمَّا أخذت هذا القرار بعدم الانتقام (لمقتل أبيه)، أخذت قرارا بأن أمشي في الطريق الذي كان سيمشي فيه رفيق الحريري"، مؤكدا أن رفيق الحريري لم يكن لينتقم، ولا كان رجلا انتقاميا، بحسب تعبيره.
وأردف: "رفيق الحريري كان رجل عدل واعتدال وحق وحب"، مستطردا: "الناس أحبت رفيق الحريري لأنه كان صادقا معهم".
وأشار إلى أن الأخير كان يرفض الاستعانة بمجموعة من الشباب، كي يستعملهم في حمايته، وكان يقول: "إذا عملت هذا سأكون مثل غيري، والناس تحبني لأنني صادق معهم".
وقال الحريري أيضا، إنه واثق من أن العدالة ستتحقق في النهاية، وأن اللبنانيين سيعلمون مَن هو قاتل رفيق الحريري، خاصة أنه كان أكثر إنسان يحترم العدالة والقضاء، "فلا يجب أن يطلب أحد مني أن اعترض على بطء المحاكمة".
وأضاف أنه يعلم أسماء من تمت إدانتهم في قضية اغتيال والده لكنه ينتظر ما سوف تسفر عنه أعمال المحكمة الدولية، وتابع: "أسير على درب والدي في البصيرة والتصبر واحترام القضاء والقانون والدستور وحرية الرأي".
واستطرد: "مشكلة المواطن العربي أنه دائما في عجلة من أمره، ويسعى للحصول على حقوقه القضائية على طريقة "كن فيكون".
هجوم على الإخوان
وفي لقاء مصور بالفيديو مع وكالة الأنباء الحكومية المصرية، أدلى الحريري بتصريحات مثيرة حول جماعة الإخوان المسملين، وزعم أن مصر نجحت في وقف مخطط الإخوان لتحويل مصر إلى دولة دينية.
وقال إنه في حال نجحت هذه المحاولات لبررت مساعي إسرائيل في الحصول على الاعتراف الدولي بفكرة الدولة اليهودية، وفق رأيه.
وزعم أنه في الوقت الحالي لا تستطيع إسرائيل أن تجد مبررا لمساعيها للاعتراف بيهودية الدولة بعد انتهاء حكم الإخوان في مصر، حسبما قال.
الوجود المسيحي
في المقابل، دافع الحريري عن المسيحيين في المنطقة، فقال: "نلاحظ في المنطقة بصفة عامة أن التواجد المسيحي يتراجع، والرئيس عبد الفتاح السيسي والأزهر الشريف والسعودية ولبنان، جميعهم، يحاولون الحفاظ على هذا الوجود المسيحي بالمنطقة".
واستدرك: "لكن لو رأينا الوضع في فلسطين سنرى أنه منذ 60 عاما كانت نسبة المسيحيين هناك نحو21%، والآن نسبتهم تبلغ نحو 1%".
وتساءل: "من تسبب في تهجير هؤلاء؟ هل المسلمون؟" وأجاب: "لا بل إسرائيل"، واستطرد: "إسرائيل تعمل ضد المسيحيين في المنطقة، فهي من يخلق الأزمات في لبنان وسوريا، وتزعم أنها صديقة المسيحيين بالمنطقة، بينما تريد إخراجهم منها لكي تعطى مبررا لفكرة الدولة اليهودية".
المعارضة السورية.. و"حزب الله"
وردا على سؤال حول المخاوف من أنه لو سقط بشار الأسد في سوريا أن تحل "الجماعات الإرهابية" مكانه لأن المعارضة ليست واضحة؛ قال الحريري إن المعارضة السورية هي التي تحارب تنظيم الدولة، و"لكن إقليميا هذا الشيء غير مطروح الآن".
وفي الشأن السوري أيضا، شدَّد الحريري على أن أي فرضيات تُطرح بالخارج لن تؤدي إلى حل، وأن "الشعب السوري انتفض من أجل التغيير وليس الفراغ، وبالتالي هو من يقرر مصير الرئاسة السورية".
واعتبر أن قضية "حزب الله" إقليمية، وأن قرار إسرائيل وضع لبنان في فوهة المدفع خاطئ، وتابع: "ليس صحيحا أن حزب الله دافع عن لبنان من خطر الإرهاب"، مشددا على أن "الاعتدال قوة، وليس ضعفا".
حصاد زيارة مصر
وكان السيسي استقبل، بقصر الاتحادية بمصر الجديدة، الأربعاء، رئيس الوزراء اللبناني، وبحث معه توسيع التعاون بين البلدين، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع بالمنطقة.
وحول اللقاء، أكد الحريري أنه طلب فيه من السيسي أن تساعد مصر في تدريب ضباط الجيش اللبناني، مشيرا إلى أن السيسي أبدى استعداد مصر لذلك، وأعطى توجيهاته في هذا الشأن.
وأوضح أن لبنان يرسل عادة ضباطا لمصر للتدريب، وأن هذا الأمر ساعد لبنان في مكافحة الإرهاب، قائلا: "نتطلع لمساعدة بهذا الشكل".
وأضاف: "طلبنا من الرئيس السيسي أن يثير قضايا لبنان خلال زيارته لواشنطن".
وعُقدت، الخميس، أعمال اللجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان، برئاسة الحريري ونظيره المصري، وحضور وزراء الثقافة والآثار والسياحة والبيئة والاستثمار والتعاون الدولي، من الجانبين.
وشهد الاجتماع التوقيع على عدد من الاتفاقيات المشتركة بين الجانبين في عدد من المجالات، وتلاه مؤتمر صحفي، عصر الخميس، أعلن فيه الجانبان نتائج أعمال اللجنة. عربي 21