أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل ينجح الضغط الروسي في إقناع دمشق بتسليم رفاة الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل؟

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,رئيس الوزراء,حزب الله,بنيامين نتنياهو
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة- تفتح الأنباء بشأن توسط موسكو لدى دمشق، لتسليم إسرائيل رفاة الجاسوس إيلي كوهين، المجال أمام التساؤل عن أسباب تكرار مثل هذه الوساطة والأسس التي تقوم عليها أو المقابل الذي تعرضه على الجانب السوري، في وقت ينبغي أن تطرح فيه تلك المسألة من منطلق كونها صفقة بين الطرفين.

وتهتم الدولة العبرية منذ سنوات طويلة بقضية استعادة رفاة كوهين، وتتعرض لضغوط لا تتوقف من جانب أرملته، التي نجحت في الترويج لتلك القضية قبل سنوات، وكسبت تعاطف الكثير من المؤيدين داخل إسرائيل وخارجها، فيما لا يمكن استبعاد إمكانية أن يكون تسليم الرفاة قد طرح ضمن صفقة، على غرار الصفقة التي عقدتها إسرائيل مع حزب الله قبل سنوات بوساطة ألمانية.

ولا يبدو أن لدى دمشق مطلباً محدداً يتناسب مع محاولات الوساطة الروسية المتكررة، يمكن وضعه أمام الطرف الإسرائيلي الذي يطالب من آن إلى آخر باستعادة رفاة جاسوسه كوهين، حيث يفترض أن يحقق السوريون مكسباً محدداً يتناسب مع حجم الرغبة الإسرائيلية ومكانة الوسيط الروسي، إلا إذا كان المقابل الذي ستحصل عليه دمشق هو تسليم الرفاة مقابل نجاح منظومة التنسيق الإسرائيلي – الروسي بشأن الغارات التي تنفذها مقاتلات الاحتلال من آن إلى آخر، مستهدفة حلفاء بشار الأسد الميدانيين.

وطلبت روسيا مؤخراً من حليفتها السورية تسليم إسرائيل رفاة كوهين، والذي كانت المخابرات الإسرائيلية قد زرعته داخل القيادة السياسية السورية، قبل أن يتم كشفه وإعدامه عام 1965، فيما ردت دمشق، بحسب العديد من التقارير، بأنها لم تعد تعلم موقع دفنه.

لكن تقارير تتحدث عن كون هذا الطلب الإسرائيلي قد طرح أمام الجانب الروسي مراراً وتكراراً منذ تدخل الأخيرة في الحرب السورية في أيلول/ سبتمبر 2015، وفي المقابل لم تحدد أي مصادر إذا ما كان الطلب الإسرائيلي يعني أنها ترغب في إبرام صفقة محددة مع دمشق، أم أنها تريد استغلال علاقاتها التي تزداد متانة مع موسكو لإجبار السوريين على القيام بالخطوة التي امتنعوا عنها منذ عقود طويلة.

وليست هذه المرة الأولى التي تتوسط فيها موسكو بين دمشق و”تل أبيب” لإبرام صفقة أحادية الجانب والمنفعة، تحقق فيها الدولة العبرية مكاسب معنوية في مقابل استمرارها في انتهاك السيادة السورية، بينما لا تحقق الأخيرة مكسباً من أي نوع، سواء يخصها أو يخص حلفاءها، كما لم يسهم هذا الأمر في تقريب وجهات النظر بين السوريين والإسرائيليين أو ظهور لهجة حديث مخففة بين الجانبين.

وشهد آيار/ مايو 2016 أنباءً عن وساطة روسية لدى دمشق، أدت إلى تسليم إسرائيل دبابة كانت القوات السورية قد أسرتها في ثمانينات القرن الماضي، قبل أن ترسلها لتعرض في أحد متاحف العاصمة الروسية موسكو.

وجاءت الخطوة وقتها بتعليمات مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أذعن لطلب توجه به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي حثه على إعادة الدبابة التي سقطت إبان معركة السلطان يعقوب في سهل البقاع جنوبي لبنان.

وشهد الأسبوع الجاري مزاعم بشأن اتصالات غير مباشرة تجري بين دمشق و”تل أبيب“، بوساطة روسية، بهدف تنظيم العمليات العسكرية بحيث لا تؤدي إلى حدوث مواجهات طالما بالإمكان تجنبها.

وأفادت تقارير أن تلك الاتصالات تجري على أساس أن الرئيس السوري بشار الأسد يحرص على تهدئة الأجواء مع موسكو والرئيس فلاديمير بوتين بشكل خاص، وأنه استجاب لطلبه الخاص بالتواصل غير المباشر مع الجانب الإسرائيلي لمنع حدوث تصعيد.

ونقل الإعلام الإسرائيلي أنباء عن إحدى الصحف السورية التي وصفها بالمقربة من الرئيس الأسد، مشيرا إلى أن روسيا وجهت رسالة حادة اللهجة إلى إسرائيل بأنها لن تسمح بالمزيد من الغارات داخل الأراضي السورية في مناطق محددة، ما يدل على أنها قد تسمح بمثل هذه الغارات في مناطق أخرى.

وقدر مراقبون أن هناك علامات استفهام بشأن إمكانية دخول دمشق إلى معادلة التنسيق الإسرائيلي – الروسي، في وقت تركز فيه الغارات الإسرائيلية على أهداف تابعة للنظام السوري أو لحزب الله وإيران، وقالوا إنه من المرجح أن المحاولات الروسية، حال حدوثها، تركز على محاولة منع تطور الأمور إلى حرب حقيقية بين الطرفين، بما يقوض مصالحها هناك.

وتريد إسرائيل أن تخرج بأكبر قدر من المكاسب جراء تطور علاقاتها بموسكو، فيما يبدو وأن دمشق التي تسبب التواجد الروسي ببقاء نظام الأسد وعدم سقوطه، اكتفت بهذه النقطة.

وكان المستشرق الإسرائيلي جي بيخور، قد أشار الثلاثاء في حوار نشره موقع “معاريف” إلى أنه لا ينبغي على إسرائيل أن تتدخل في سوريا، وأنه كان يفضل عدم التدخل هناك، والعمل على إبرام اتفاقيات سرية وهادئة مع موسكو، وهو أمر اعتبره سهل المنال، بحيث يقوم الروس بالمهام التي تتطلبها الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية نيابة عن الجيش الإسرائيلي.

مدار الساعة ـ